Headlines
نشر يوم الأحد، 17 نوفمبر 2013
نشر بواسطة هشام الصباحي

القرار: ما قاله العمالقة

قي عام 2009 كان مشروع مبارك للتوريث على أشده، وفي نهاية العام صدرت مسرحية القرار بمقدمة كبير النقد ومخلصه: الدكتور محمد فكري الجزار، مضت أعوام عدة واهديت الديوان لكبير شعراء مصر وأستاذ مترجميها: رفعت سلام

ما قاله الجزار 2009


1- إن النص ينجح في فضح قوانين دولة الظلم والتناقضات، وينجح في الكشف عن سيكولوجية الظالم والمظلوم، ويكشف عرضا خطورة منطق التوريث في مثل هذه الدولة. ويضيء على منطق التوريث المسئول الأول عن إنتاج هذه التناقضات وإعادة إنتاجها، وعلى خطورته: سيستمرالخروج وسيكون قتلى، والقتلى لا يموتون وإنما يلدون القتلى بعد القتلى، إلى أنينتصر القتيل على قاتله.. هذا هو كتاب تاريخنا الذي تدور كل أسفاره حول تطابقالسلطة والسيف، وتطابق آخر نقيض- بين الشعب والجثة، ولا يبدو المؤرخ أكثر من كاتب ينتظر من يمنح كتابته جنسها الأدبي: الدراما، ونوع تحققها نصا: مأساة.ص53 الدراسة

2-  في مسرحة التاريخ، علينا أن نكون على وعي بأن الخطاب الدرامي الصامت والدال في الوقت نفسه: المشهد، هو الذي يقود الخطاب الدرامي الناطق: الحوار والأحداث، ويوجهه.ومؤلف مسرحية "القرار" على وعي بهذه الحقيقة الفنية، ومن ثم فقد توسعبمفهوم المشهد ليصبح بنية الخطاب الدرامي الناطق.. أن المكان يتوزع على تقابلين(بنيويين): الخيمة - القصر، الصحراء – دمشق. أهل الخيمة ثلاثة من المدينة قتل أهلوهم في مذبحة حرة واقم، وأهل القصر الأمويون (أيا كان ممثلهم) ورجالهم (أياكانت قبائلهم، فهم أبناء مصلحتهم الشخصية). والنص يقوم على سؤال مركزي: ماذايحدث إذا انتقلت الضحية إلى مكان جلادها؟.. يدخل الثلاثة دمشق ويقيمون في بيتأكبر رجال الدولة من عصبيتهم (القيسية)، فإذا أحد الثلاثة: عامر يكتشف مالم يكونوا يعرفون من فقه الدولة الظالمة، فقانونها الذي وضعه رأسها: معاوية بنأبي سفيان، هو التناقض لا الانسجام، والتعامل مع المتناقضات بحاجة إلى ميزةخاصة في جامع المتناقضات هو الفهم الحاد بها، واختيار وسيلة الجمع بينها، فاختارمعاويةالذهب، واختار يزيد بن معاوية السيف، ويموت معاوية بن يزيدرافضا أن يكون موقفه إلى هذا أو إلى ذاك، وهنا يغيب الرأس وتبرز متناقضات الدولةبين القيسية واليمنية بلا جامع بينها؛ فتتحول إلى صراع يستثمره على المستوىالمصلحي أحد زعماء القيسية: معن، لدفع زعيمها الأكبر: الضحاك، إلىالخروج على الأمويين ويضغطعامر (رجل المدينة الفار والقيسي أيضا) على الضحاكعلى المستوى النفسي بمأساة الثريا (رمز المدينة المستباحة)، إلى أن يحددموقفه إلى جانب قبيلته ضد الأمويين. وتتصاعد الأحداث إلى أن يخرج الجميع من أماكنهمإلى الصحراء في مباهلة بالسيف حول السلطة، وينتهي النص بالقتلى والثرياواقفة عليهم كوقفتها عليهم في المدينة، وما زال الملك لدولة الظلموالتناقضات...!   الدراسة 52 -53


ما قاله رفعت سلام 2013

بدأت الليلة الفائتة القراءة. لم أنتبه إلا على أذان الفجر. لم يكن النوم مغريًا، وقد تبقت مشاهد أخيرة..
لحظة تاريخية حرجة من التاريخ "الإسلامي" في أعقاب إحدى المذابح الكبرى التي ارتكبتها الخلافة في المدينة (أحد ملامحها اغتصاب ألف امرأة من نساء "المسلمين" على يد جيش "خليفة المسلمين"). والأبطال الذين يفتتحون العمل ثلاثة أشخاص (رجلان وفتاة) نجوا من القتل، دون أن تنجو الفتاة من الاغتصاب، وهم في طريقهم إلى عاصمة الخلافة آنذاك، دمشق.
ليست تسجيلاً لتاريخ (فكتب التاريخ متاحة)، لكنها تجسيد لأزمة نظام الخلافة وكوارثه في التاريخ، في أحداث ووقائع وشخصيات تصعد- للمرة الأولى- على خشبة المسرح المعاصر. وشخصيات ومشاهد بلا اعتباطية أو عشوائية (كأنه ليس العمل الأول، كأن وراءة خبرة كبيرة في تقنيات الكتابة المسرحية)، نابضة- بل صارخة بالحياة الدموية، نحو مصير لا تملك من أمره شيئًا. وخلافة تُدَار بالعصبية والصراع على السلطة والنفوذ، والعطايا والهبات، والسيف.
لا رطانة، ولا شعارات، ولا إنشائية، ولا تخبط في البناء أو تزيد. لا انجرار- بالتالي- إلى ميلودرامية ممكنة، إزاء اللحظة والحدث الرئيسي الذي وقع خارج الصفحات. وتوازن دقيق بين الفصول والمشاهد. ومصائر مجهولة حتى الصفحة الأخيرة، والدم يفيض من التاريخ إلى كل صفحة..
قلتُ لنفسي: ها نحن بإزاء التبشير بكاتب مسرحي من الطراز الرفيع، طراز محمود دياب وسعد الله ونوس والفريد فرج. 
أتحدث عن مسرحية "القرار" لأحمد سـراج.





About the Author

Posted by هشام الصباحي on 12:23 ص. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By هشام الصباحي on 12:23 ص. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

0 التعليقات for "القرار: ما قاله العمالقة"

Leave a reply

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المنجز اليومى

المشاركات الشائعة