القرار: ما قاله العمالقة
قي عام 2009 كان مشروع مبارك للتوريث على أشده، وفي نهاية العام صدرت مسرحية القرار بمقدمة كبير النقد ومخلصه: الدكتور محمد فكري الجزار، مضت أعوام عدة واهديت الديوان لكبير شعراء مصر وأستاذ مترجميها: رفعت سلام
ما قاله الجزار 2009
1- إن النص ينجح في فضح قوانين دولة الظلم والتناقضات، وينجح في الكشف عن سيكولوجية الظالم والمظلوم، ويكشف عرضا خطورة منطق التوريث في مثل هذه الدولة. ويضيء على منطق التوريث المسئول الأول عن إنتاج هذه التناقضات وإعادة إنتاجها، وعلى خطورته: سيستمرالخروج وسيكون قتلى، والقتلى لا يموتون وإنما يلدون القتلى بعد القتلى، إلى أنينتصر القتيل على قاتله.. هذا هو كتاب تاريخنا الذي تدور كل أسفاره حول تطابقالسلطة والسيف، وتطابق آخر نقيض- بين الشعب والجثة، ولا يبدو المؤرخ أكثر من كاتب ينتظر من يمنح كتابته جنسها الأدبي: الدراما، ونوع تحققها نصا: مأساة.ص53 الدراسة
2- في مسرحة التاريخ، علينا أن نكون على وعي بأن الخطاب الدرامي الصامت والدال في الوقت نفسه: المشهد، هو الذي يقود الخطاب الدرامي الناطق: الحوار والأحداث، ويوجهه.ومؤلف مسرحية "القرار" على وعي بهذه الحقيقة الفنية، ومن ثم فقد توسعبمفهوم المشهد ليصبح بنية الخطاب الدرامي الناطق.. أن المكان يتوزع على تقابلين(بنيويين): الخيمة - القصر، الصحراء – دمشق. أهل الخيمة ثلاثة من المدينة قتل أهلوهم في مذبحة حرة واقم، وأهل القصر الأمويون (أيا كان ممثلهم) ورجالهم (أياكانت قبائلهم، فهم أبناء مصلحتهم الشخصية). والنص يقوم على سؤال مركزي: ماذايحدث إذا انتقلت الضحية إلى مكان جلادها؟.. يدخل الثلاثة دمشق ويقيمون في بيتأكبر رجال الدولة من عصبيتهم (القيسية)، فإذا أحد الثلاثة: عامر يكتشف مالم يكونوا يعرفون من فقه الدولة الظالمة، فقانونها الذي وضعه رأسها: معاوية بنأبي سفيان، هو التناقض لا الانسجام، والتعامل مع المتناقضات بحاجة إلى ميزةخاصة في جامع المتناقضات هو الفهم الحاد بها، واختيار وسيلة الجمع بينها، فاختارمعاويةالذهب، واختار يزيد بن معاوية السيف، ويموت معاوية بن يزيدرافضا أن يكون موقفه إلى هذا أو إلى ذاك، وهنا يغيب الرأس وتبرز متناقضات الدولةبين القيسية واليمنية بلا جامع بينها؛ فتتحول إلى صراع يستثمره على المستوىالمصلحي أحد زعماء القيسية: معن، لدفع زعيمها الأكبر: الضحاك، إلىالخروج على الأمويين ويضغطعامر (رجل المدينة الفار والقيسي أيضا) على الضحاكعلى المستوى النفسي بمأساة الثريا (رمز المدينة المستباحة)، إلى أن يحددموقفه إلى جانب قبيلته ضد الأمويين. وتتصاعد الأحداث إلى أن يخرج الجميع من أماكنهمإلى الصحراء في مباهلة بالسيف حول السلطة، وينتهي النص بالقتلى والثرياواقفة عليهم كوقفتها عليهم في المدينة، وما زال الملك لدولة الظلموالتناقضات...! الدراسة 52 -53
ما قاله رفعت سلام 2013











