Headlines

والله ..هذا ما حصل بعد الساعة العاشرة ليلاً | مروان خورشيد عبد القادر | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | الأحد، 2 فبراير 2014 | Posted in

انتظر فالغياب لن يطول | انتصار عابد بكري | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

تطريق | خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

القرية التي أكتب الشعر فيها ..! | نعيم عبد مهلهل | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

نصّ مقال الصحفيّ | بلال فضل | الممنوع في جريدة "الشروق"

Posted by غير معرف | | Posted in

نصّ مقال الصحفيّ |  بلال فضل | الممنوع في جريدة "الشروق" 

(الماريشال السياسي
سواء كان الأستاذ محمد حسنين هيكل يقوم حقا بإعداد البرنامج الرئاسي للمشير عبد الفتاح السيسي كما نشرت صحيفة (اليوم السابع)، أو كان فقط يحتفظ فقط بدور الخبير الذي لا يبخل بواجب النصيحة كما سبق أن روى، سيبقى لدي في الحالتين سؤال مهم يشغلني بشدة: يا ترى هل روى الأستاذ هيكل للمشير عبد الفتاح السيسي وقائع الحوار الذي دار بينه وبين القائد العسكري الإنجليزي الأشهر برنارد مونتجمري حين زار مصر بمناسبة مرور ربع قرن على معركة العلمين الشهيرة، والتقى هيكل به يومها ودار بينهما حوار طويل أبدى فيه مونتجمري الذي كان يحمل رتبة المشير أو الفيلد ماريشال استغرابه من حصول القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر على تلك الرتبة بشكل سياسي دون أن يحقق انجازا عسكريا يجعله يستحق تلك الرتبة طبقا لنص كلمات مونتجمري التي يرويها هيكل؟
الواقعة يحكيها الأستاذ هيكل في كتابه الجميل (زيارة جديدة للتاريخ) حيث يقول ـ في صفحة ١٨٠ طبعة دار الشروق ـ أن مونتجمري وصف المشير عبد الحكيم عامر بأنه أصبح ماريشالا سياسيا، ثم قال لهيكل بالنص "ليست هناك حاجة على الإطلاق لـ "ماريشال سياسي"، الماريشالية لا تكون إلا بقيادة الجيوش في الميدان، وليس من أي سبب آخر". يقول هيكل "قلت مقاطعا: قد لا أختلف معك كثيرا، ومع ذلك فلماذا لا تسأله هو الآخر حين تلقاه. فقال: هل أستطيع أن أسأله هذا السؤال فعلا إذا لقيته، وهل يغضبه السؤال؟. وقلت ضاحكا: لا أعرف". ولم يذكر الأستاذ هيكل بعدها هل سأل مونتجمري المشير عامر ذلك السؤال الشائك أم لا.
الأهم والأخطر أن مونتجمري في حواره مع هيكل لم يكتف بإثارة مسألة حصول المشير عامر على لقب عسكري دون أن يحقق إنجازا عسكريا، بل قرر أن يخوض في قلب ما رآه مشكلة تعاني منها مصر، هي مشكلة العلاقة بين العسكريين والمدنيين، وقد بدأ حديثه بتذكر خلاف حدث بينه وبين ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية وأحد أشهر الساسة البريطانيين على مر العصور، راويا أن تشرشل أرسل إليه أثناء اندلاع معركته مع الجيش الألماني بقيادة روميل يطلب منه غاضبا أن يتحرك بالهجوم ولا يكتفي بخوض معركة دفاعية، ليرد مونتجمري عليه ببرقية أملاها على مساعده الجنرال فرانسيس دي جينجاند قال فيها بالنص "إنني أرجو أن يظل رئيس الوزراء في مكانه وأن يترك لي مكاني"، واستشهد مونتجمري بمساعده الجنرال جينجاند الذي كان معه في زيارته لمصر.
ثم أضاف مونتجمري قائلا لهيكل "إنني لا أحب الساسة حين يتحولون إلى جنرالات، وأيضا لا أحب الجنرالات حين يتحولون إلى ساسة"، وهنا يروي هيكل "وعلى غير انتظار وحواسي كلها معه، اندفع مونتجمري في عملية اختراق مفاجئة لخطوطي، وسألني: "لماذا يتحول الجنرالات عندكم إلى ساسة؟"، وحاولت أن أكسب وقتا فسألته "أي جنرالات؟"، قال بسرعة "ناصر وزملاؤه". قلت: "إن ناصر ليس جنرالا وآخر رتبة وصل إليها في الجيش هي رتبة الكولونيل فقط"، قال مشددا الهجوم "حسنا، سوف أعدّل سؤالي: لماذا يتحول الكولونيلات إلى ساسة"، قلت "حلمك.. دعني أشرح لك القصة بالتفصيل. ورحت أحدثه عن ظروف مصر ومراحل تطورها، والظروف التي أحاطت بالثورة، وكيف أن الذين قاموا بها مجموعة من شبان الجيش، قاموا بها بوصفهم شبابا وطنيين لا ضباطا في الجيش، بل وكانت مهمتهم الأولى في الثورة هي الاستيلاء على مقاليد الأمور في الجيش لكي يمنعوا الملك من استخدامه ضد ثورة الشعب، ثم يضعونه هم تحت تصرف الثورة الشعبية لتأمين أهدافها، ثم استعرضت ظروف العالم الثالث كله ودور الجيوش فيه باعتبارها المؤسسات الوحيدة القادرة على كفالة الاستمرار في أوقات الأزمات الكبرى".
لم يجد مونتجمري تفسير هيكل مقنعا فقال له "إنك لن تستطيع أن تقنعني"، وهنا جاء رد هيكل مفاجئا حيث قال له "إنني لا أحاول إقناعك، وكيف أستطيع أن أقنعك بشيئ أنا نفسي غير مقتنع به، إنني كنت أشرح لك ملابسات حالة، ولم أكن أقنن قاعدة. على وجه اليقين أنا لست من أنصار تدخل العسكريين في السياسة. لا أريد للجنرالات أن يصبحوا ساسة بنفس المقدار الذي لم ترد فيه أنت للساسة أن يصبحوا جنرالات. لكن أمامنا في مصر وفي العالم الثالث كله تقريبا ظاهرة لا بد لها من تفسير، وحين أفسر فإنني لا أبرر. وقلت "على أي حال إنك سوف تقابل الرئيس ناصر، وأقترح أن توجه إليه نفس السؤال. وقال مونتجمري "ألا يغضبه السؤال. قلت "لا أظن".
للأسف، أنهى الأستاذ هيكل الفصل الذي تحدث فيه عن مونتجمري دون أن يخبرنا هل قام مونتجمري فعلا بتوجيه أسئلته لعبد الناصر، وكيف كان رد فعل عبد الناصر عليها؟، فهل يجيبنا الآن عن أسئلة أهم على رأسها: هل لا زال غير مقتنع بتدخل العسكريين في السياسة وبخطأ منح رتبة عسكرية لأسباب سياسية كما قال لمونتجمري؟، وإذا كان يرى أن تدخل ناصر ورفاقه في يوليو ١٩٥٢ كان مبررا لمنع استخدام الملك للتصادم مع الشعب، فما هو المبرر الآن في ظل تقدير الشعب للجيش لكي ينتقل قائد الجيش من موقع الحامي إلى موقع الحاكم بكل ما يحمله ذلك من خطورة على تعميق الصراعات السياسية في المجتمع وتجميد التطور الديمقراطي وإعادة مصر إلى عصور الاستبداد المدعوم بإعلام الدولة ومثقفيها وإمكانياتها؟
حتى يجيب الأستاذ هيكل جمهوره على تلك الأسئلة إن أراد، يبقى أن أقول لك أن ما تخوف منه مونتجمري من تدخل العسكريين في السياسة، شهدت مصر آثاره المريرة بعدها بفترة وجيزة، إذ أن زيارة مونتجمري لمصر كانت في الأسبوع الأول من مايو ١٩٦٧، ولست بحاجة لأن أذكرك بما جرى لمصر بفضل سياسات الكولونيل جمال عبد الناصر والماريشال عبد الحكيم عامر بعد ذلك بشهر.
حفظ الله مصر.)

تطريق | خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

تطريق | خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر: "خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي"



'via Blog this'

رسائل إلى الذّات (5) | مادونا عسكر | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

القبض على يحيى عبد الشافى

Posted by غير معرف | | Posted in

الدكتور يحي عبد الشافى اللي حارب كل انظمة الفساد .مبارك . طنطاوي . مرسي ..... النهاردة في السيدة زينب اتقبض علية عشان كان واقف لوحدة و ماسك يافطة مكتوب عليها . انا منشكح من الاستقرار واعتذار لشهداء مذبحة بورسعيد ..... الدكتور اتقبض عليه عشان منشكح وراجل محترم بيعتذر ... سترحلي يا دولة الظلم

الروحاني الذاهب إلى عينيك | نعيم عبد مهلهل | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

القصائد لن تموت!! | فراس حج محمد | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

سميرة كاترينا | كنّا نضع صَدفة البحر | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

وكالة مصر اليوم: كمال عبد الرحيم على قناة القاهرة اليوم

Posted by غير معرف | | Posted in

لا أعلم . | تقى المرسي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

تطريق | خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

تطريق | خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

تطريق | خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | الوداع | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | الوداع | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر: "خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | الوداع | ترجمة أنطوان جوكي"



'via Blog this'

وكالة مصر اليوم: نجيب جورج عوض | عن "حماية الأقليات" والمسيحيين في المسألة السورية

Posted by غير معرف | | Posted in

كمال عبد الرحيم على قناة القاهرة اليوم

Posted by غير معرف | | Posted in





الليلة الأحد الساعة 9 مساء تلتقون مع الشاعركمال عبد الرحيم على قناة القاهرة بصحبة الناقد المتميز د/مدحت صفوت وقراءة في ديوان الشاعر كمال عبد الرحيم "سميتها مريم"...برنامج ألوان السما السابعة

تطريق | خورخي لويس بورخيس | Jorge Luis Borges | تطريق | ترجمة أنطوان جوكي | كتاب الشعر

Posted by غير معرف | | Posted in

وكالة مصر اليوم

Posted by غير معرف | | Posted in

نجيب جورج عوض | عن "حماية الأقليات" والمسيحيين في المسألة السورية

Posted by غير معرف | | Posted in





نجيب جورج عوض

منذ اندلعت الثورة السورية ودخلت سوريا في جحيم الحرب والنار والدمار، تعالت أصوات العديد من السوريين، ومن المراقبين للمأساة السورية، بالحديث عن مصير الأقليات في سوريا. ترافق هذا مع تزايد حديث المجموعات السوسيولوجية غير السنية في سوريا، مسيحيين (وعلويين) بشكل أساس، عن مصيرها لا بصفتها جماعات من الشعب السوري، ولكن بصفتها "أقليات" تحديداً، وحصرياً في بعض الأحيان. صار مصطلح "أقليات" مع الوقت هو الأداة التعريفية الأولى والأكثر استخداماً من قبل السوريين، سواء المؤيدين للنظام أو المؤيدين للثورة. بدأنا نلمس تنامي هذه الظاهرة في ضوء ثلاثة معطيات:
1) بدأ النظام بتسويق دعاية أن سقوطه سيؤدي إلى اضطهاد الأقليات وقمعها في سوريا، وأنه هو الحامي الوحيد للأقليات.
2) بدأ الشارع السياسي اللبناني، في ما يشبه عملية استحضار إرث لبناني يعود للحرب الأهلية هناك، بالحديث عن "حلف الأقليات"، ذاك الخطاب الذي تبناه معسكر مسيحيي (العوني تحديداً) له من يتأثر ويقتدي به في أوساط مسيحيي سوريا.
3) وبدأ، أخيراً، بعض أطياف الساحة العامة في الغرب يتحدثون عن ضرورة عمل حكوماتهم على حماية الأقليات في الشرق، والدفاع عنها، في وجه مد إسلاموي لطالما عاش الغرب الأوروبي (وليس المشرق العربي) تحديداً حالة من الفوبيا العميقة تجاهه. 
خلافاً لحالة الامتناع عن الحديث عن أنفسهم على أنهم "أقليات" في سوريا في العقود الماضية، وفي ضوء تأثير العوامل الثلاثة المذكورة في الأعلى، بدأنا نرى المسيحيين السوريين يختزلون أنفسهم، وبشكل محموم لا سابق له، إلى "أقلية" تحتاج إلى حماية، وتبحث عن حقوق مسلوبة، وتسعى لتجنيب نفسها اضطهاداً وتصفية باتتا تبدوان لها وكأنهما أمر محتوم في حال سقوط النظام. واليوم، يستطيع من يتابع تعليقات شريحة كبيرة من المسيحيين السوريين (بخاصة بين المؤيدين للنظام، أو الذين لا يؤيدونه، ولكنهم يعيشون حالة رعب من البديل المحتمل عنه في المستقبل) على شبكات التواصل الاجتماعي أو في داخل سوريا (الساحل السوري وحلب، مثلاً) أن يرى أنهم باتوا لا يتحدثون عن أنفسهم سوى تحت تسمية "أقليات". وبات الغرب والدول العربية المؤيدة للثورة بدورهم لا يتحدثون عن المسيحيين (والعلويين) في سوريا إلا بصفتهم "أقليات"، ويختزلون شؤونهم ووضعهم المستقبلي بمفهوم "الحماية" حصراً. وما ردة الفعل العارمة الأخيرة على قول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بأن الغرب سيعمل على حماية الأقليات في سوريا ويضمن أمنهم، سوى مؤشر واحد من مؤشرات عدة عن هذا الهوس والحديث المحموم عن السوريين، الذي لا ينتمون للمجموع السوسيولوجي السني باسم "أقليات". 
أود في مقالتي هذه أن أتأمل قليلاً في المعاني والدلالات المحتملة في مصطلح "أقليات" المستخدم في هذا السياق بالتحديد. سأشارك القارئ بهاجس استحوذ علي بقوة وأنا أراقب بتأنٍ هذا الازدياد المشحون عاطفياً ووجودياً للحديث عن "الأقليات"، وبرضوخ أطياف ملحوظة من المسيحيين في سوريا لظاهرة تسميتهم بـ"الأقليات" وقيامهم هم أنفسهم بالحديث عن مصيرهم في المستقبل على أنه مصير "أقليات". ما لاحظته من مراقبتي تلك أن لا أحد من المتبنين لهذا المصطلح يريد في الحقيقة أن يقول لنا ما هو المقصود بكلمة "أقليات"، وما هي المعاني والدلالات الممكنة لهذا المصطلح في استخدامه في السياق السوري. يبدو لي أن الجميع يرطن بهذه المفردة مفترضاً، أو مفترضة، بأن معناها مفهوم بديهياً ومسبقاً للجميع، ناهيك عن افتراضه وافتراضها، كما يبدو، بأن معنى المفردة واضح له ولها بشكل بديهي أيضاً، وكأن لكلمة "أقليات" معنى واحد وحيد. لست متأكداً من هذا الوضوح في الحقيقة، ولست متأكداً بأن من يتحدثون عن "أقليات"، في السياق السوري، يعرفون فعلاً أن لهذه المفردة العديد جداً من المعاني والدلالات في حقول الفكر السياسي والسوسيولوجي والقانوني والفلسفي. قد يبدو ما سأشارك القراء به هنا نظرياً وتجريدياً. لكنه برأيي أساسي كي أقول لأهلي (من المسيحيين على الأقل) في سوريا: إن عرفتم دلالات ومعاني مفردة "أقليات" في استخداماتها السياسية والسوسيولوجية والفلسفية، هل ستستمرون فعلاً في تسمية أنفسكم بالأقليات، أم ستقولون لكل من يطلقها عليكم (من الأطراف الثلاث المذكورة في الأعلى) أنها لا تنطبق في الحقيقة عليكم؟
في علم الاجتماع (السوسيولوجيا) وعلم الإناسة (الانثربولوجية)، يمكن لمفردة "أقلية" أن تُعرَّف من خلال عدة نفاذات: إثنية وعرقية، جنسية (المثليين وغير المثليين) وجندرية (ذكر وأنثى)، عمرية (شيوخ أو شباب) وجسدية (ذوي الاحتياجات الخاصة)، وكذلك فردية وخاصة. هناك أيضاً معانٍ ودلالات مختلفة لمفردة "أقليات" حين نستخدمها في حقول السياسة، وعلاقات الأديان وفي التشريع والدسترة (من دستور) وكذلك في الفلسفة. وفي حقل الفكر الفلسفي المعاصر، لم يكتب عن فكرة "أقلية" مثلما كتب عنها كل من جيل دولوز وفيلكس غوتاري، إذ يبين الفيلسوفان بأن صفة "أقلية" ليست بالمعطى الانطولوجي الجامد، الذي يُخلَق الناس فيه، وكأنه حالة وجود أو هوية قائمة بحد ذاتها. يتحدث دولوز وغوتاري عن فكرة "أقلية" بصفتها شيئاً حدثياً ذات سيرورة، شيئاً يتحول الناس إليه أو يصلون إليه بسبب عوامل معينة "تأقللهم": حالة الأقللة (minoritization) هي حالة أخلاقية بطبيعتها، يستحيل الإنسان إليها حين يرفض حالة مضادة ذات طبيعة أخلاقية معاكسة. وبعيداً عن الجانب الفلسفي، من التعريفات المستخدمة لمصطلح "أقليات" في الأوساط والأدبيات العلمية والثقافية الأكاديمية ما يلي: "تطلق تسمية "أقلية" على أي شخص أو أي شيء يعبر عن حالة وجود مخالفة لحالة الوجود المعبرة عن العرف القائم"، "الأقليات هي جماعات مرؤوسة أو خاضعة أو تابعة يفتقر أعضاؤها بشكل جدي لأي سلطة أو سيطرة على حياتهم مقارنةً بأفراد جماعات أخرى حضورها طاغٍ وقدراتها أكثر سطوة"، "الأقلية هي جماعة من الناس تختبر في حياتها حالة الافتقار إلى فرص عادلة للنجاح والرفاه والغنى والتعليم والعيش، ولا تنال الفرص نفسها التي تنالها جماعات وأفراد آخرين في المجتمع ذاته".
لن استفيض أكثر في التعاريف والمفاهيم النظرية والتعريفية لمفردة "أقليات" (سأعكف على دراسة علمية مستفيضة عن هذا المسألة في الشهور المقبلة). أود فقط أن أطرح الآن الأسئلة التالية على السوريين (المسيحيين خصوصاً) الذين بدأوا يكررون تسمية أنفسهم "أقليات" في سوريا: هل ينطبق أي تعريف من التعاريف السابقة على ما تريدون قوله حين تسمون أنفسكم "أقليات"؟ وهل إذا ما عرفتم أن مصطلح "أقليات" في استخداماته العلمية والأكاديمية لا يتطرق لمسألة العدد حصراً ولا يدور في الواقع حول أي تصنيف طائفي المنطق في معناه العام، هل ستقولون فعلاً أنكم أقليات، أم أنكم ستعيدون النظر في مسألة من يمثل أقلية ومن لا يمثل أقلية في الواقع السوري؟ 
لنلاحظ معاً بأن التعاريف السابقة تشير إلى أن ما يحدد انطباق حالة "أقلية" على مجموع بشري سوسيولوجي ما، هو مسألة تمتع هذا المجموع بسلطة وقدرة على التواجد والتفرد والاختلاف في قلب حالة من الأعراف المهيمنة، وقدرة أفراد هذه المجموعة على نيل فرص نجاح وازدهار ووجود تعادل فرص أولئك الذين يسيرون وفق العرف العام السائد. في ضوء هذا الانتباه لمسألة القدرة والسلطة، سنبدأ بالتفكير جدياً في ما إذا كان افتراضنا بأن المسيحيون والعلويون أو من هم من غير المسلمين السنة، هم من ينطبق عليهم حالة "أقلية"، لمجرد أنهم الأقل عدداً في المشهد السوري. من يعرف الوضع السوري السوسيولوجي والسياسي والدولتي في العقود الماضية سيقول إن صفة "أقلية" بالمعنى المفاهيمي، الذي أشرت إليه في الأعلى، تنطبق في الواقع على الغالبية العظمى من الشعب السوري بمختلف إثنياته وطوائفه وأديانه وجماعاته السوسيولوجية. لا بل ولو أردنا الحديث عن الأقليات بالمعنى الجندري والجنسي لقلنا إن المرأة والمثليين جنسياً هم أقليات، من حيث حرمانهم لحقوق وشروط عيش وازدهار وسلطة تقرير مصير تعادل الحقوق والشروط والسلطة المعطاة للرجل ولغير المثليين جنسياً. الواقع السياقي المميز لسوريا في العقود الأربعة الماضية يقول لنا، في الواقع، إن كل من لم ينضوِ تحت مظلة الخضوع للنظام والطاعة لقمعه وطغيانه والتورط معه في منظومة فساده وعقد شراكة منظمة معه فيها، ومن كل الطوائف والأديان والأثنيات والشرائح المجتمعية، تم حرمانه من مقومات القدرة والسلطة والتمتع بشروط الازدهار، والوجود، والعيش والفرص المتكافئة والعادلة والمطلوبة لتمتعه بتفرده واختلافه الحر، والطوعي، عن الأعراف العامة التي فرضها النظام، وأعاد تشكيل سوريا وفقها. بات كل من رفض أن يشكل حياته وقيمه وفق عرف النظام القائم "أقلية" في سوريا. وبات كل من لم ينضوِ تحت مظلة النظام ولم يبجّل ويبرر قمعه وفساده وطغيانه الفظيع، محروماً من أن يتمتع بأي نوع من أنواع القدرة على العيش العادل. وكي نستعير مفردات دولوز وغوتاري، نقول إن النظام بمنظومته تلك إما "أقلل" (minoritized) تلك الأغلبية الطاغية المتألمة والمعانية من وجوده أو دفعها كي "تأقلل" نفسها بنفسها، حين اختارت أن تقف أخلاقياً على طرف نقيض رفضي مع المنظومة الأخلاقية التي شكلها النظام (منظومة قوامها: أنت معي إذاً أنت وطني ومخلص. أنت ضدي، إذاً أنت مجرم وعميل وتستحق الاضطهاد)، فوجدت نفسها إما تعيش على هامش الحياة في البلد أو معتقلة ومراقبة أو صامتة وتعيش في حالة شبحية أو أنها هاربة خارج البلاد. يمكننا في ضوء هذا النفاذ السوسيولوجي والسياسي والدولتي أن نتحدث عن تاريخ من "الأقللة" الممنهجة والممأسسة في سوريا كان ضحيته كل من لم يرض أن يكون جزءاً من منظومة النظام الفكرية والعملانية والمصالحية والقيمية، وهؤلاء كانوا من كل أطياف المجتمع السوري وشرائحه، بما فيهم العلويين والمسيحيين أيضاً. 
في السياق السوسيولوجي والسياسي والفكري السوري الواقعي، الذي عاشت فيه سوريا والذي دفع الناس إلى الثورة، لا يأخذ مفهوم "أقلية" في الحقيقة أبعاداً دينية أو طائفية أو إثنية، بل يأخذ في الحقيقة أبعاداً سوسيولوجية وتسلطية تصنيفية تعمل على أقللة كل من يقف ضد النظام وأكثَرَة (من أكثرية) (majoritization) كل من يدعم منظومة السلطة ويرضخ لها. حين ندرك هذا البعد، نفهم السبب الموضوعي الذي جعل الكثير من القرى والشرائح المجتمعية العلوية في الساحل السوري، على سبيل المثال، تعاني من الفقر والحرمان ويتعرض الكثير من أبنائها للقمع والاعتقال والملاحقات في العقود الماضية بسبب انتقادهم للنظام، ورفضهم الانخراط في منظومته، مع أنهم ينتمون لطائفته. والفهم ذاته لعملية "الأقللة" يجعلنا نفهم سبب دعم المؤسسة الدينية السنية الرسمية والحكومية للأسد ونظامه ووقوفها إلى جانبه في الصراع، بالرغم من أنها تنتمي للغالبية العددية السنية في البلد. في سوريا، مفهوم الأقلية ليس مفهوماً عددياً ولا هو مفهوم ديني أو طائفي. هو مفهوم مجتمعي خاضع للعبة "الأقللة - الأكثرة" التي فرضها النظام الحاكم والبنية السياسية والدولتية، التي أنتجتها تلك اللعبة في السيوسيولوجيا السورية. كل من افتقر وما زال إلى حقوق وقدرات وشروط عيش ووجود عادلة وحقيقية ومتكافئة في سوريا، هو بهذا المعنى "الأقلية" الحقيقية والفعلية في سوريا. هذه الأقلية هي أكثرية في العدد وأكثرية في الوجود. لكنها "أُقلِلَت" بصرف النظر عن خلفياتها الدينية والطائفية والإثنية. 
واليوم، حين يقول البعض إنهم "أقلية" وأنهم يتوخون الحماية للمسيحيين وسواهم في سوريا، ما الذي يعنونه بالضبط؟ هل ينظرون لأنفسهم على أنهم أقلية بسبب وقوفهم أخلاقياً على طرف نقيض من منظومة قيم النظام؟ هل يقولون إأنهم أقلية لأنهم تعرضوا للأقللة بسبب رفضهم الانضواء تحت قبة النظام والتورط في منظومته؟ إن كان هذا هو المقصود، فهم بطريقة أو بأخرى يقدمون أنفسهم على أنهم يقفون مع القيم والمبادئ التي دعت إليها الثورة السورية الشعبية. أما إن كان المقصود هو أنهم أقلية لمجرد أنهم ينتمون لدين معين أتباعه عددهم أقل من أتباع دين آخر، فهم بهذا ينتقلون من منطق الانتماء الوطني لسوريا، بمعزل عن المعتقد الديني، إلى منطق الانتماء الضيق لهوية دينية تفتيتية، لن تحول سوريا إلا إلى دولة طوائف وعصبيات تناقض في كل بنيتها أي سوريا، هم أصلاً يقولون إنهم يدعون لها ويقولون إنهم سيحرمون منها إذا ما سقط النظام. من جهة أخرى، حين يدعوا من يسمون أنفسهم بالأقليات في سوريا إلى "حماية الأقليات"، ما الذي يدعون له؟ إن كان ما يعنوه هو حمايتهم من الأقللة، فهم إذاً يطلبون الحماية من النظام الأسدي، وأي نظام آخر يماثله في ممارسة عملية "الأقللة" المنظمة ضد شعبه. في سوريا، الديموقراطيون والعلمانيون والأحرار هم الأقلية. وهم من يجب حمايتهم والعمل على أكثرتهم في سوريا المستقبل. واليوم في العالم العربي المتجه نحو ربيع مأمول، العلمانية والديموقراطية والليبرالية هي الأقلية الفعلية. وهي أقلية عابرة للأديان والطوائف والعقائد والأثنيات بامتياز. سوريا ليست بحالة مختلفة، فهناك أيضاً، الديموقراطيون والليبراليون والعلمانيون هم الذين يتعرضون للأقللة، لا لانتماءاتهم الدينية ولا لقناعاتهم العقائدية ولا لهوياتهم الطائفية، بل لأنهم يحاولون تطوير منظومة قيم وخيارات عيش ومفاهيم وجود تختلف عن الأعراف السائدة. 
إلى كل من يصرون على النظر لأنفسهم كأقلية، انطلاقاً من منطق عددي أو طائفي أو ديني، من بين المسيحيين، وباقي الشرائح المجتمعية في سوريا، أود من مقالتي هذه أن أوجه أنظاركم إلى أن مفردة الأقلية التي يبدو أنكم تستخدمونها، أو تستسهلون استخدام الآخرين لها لتوصيفكم، ملتبسة ولا تعبر عن الواقع الحقيقي السياقي السوري. وما لم ننطلق من فهم دقيق لما نقوله، سيتحول هذا الأخير إلى نقمة علينا وسجن يحرمنا مما نصبو إليه: سنكون كمن يأقلل نفسه بنفسه. إن كان هناك أقلية في سوريا فهي غالبية الشعب السوري الثائر ضد نظام القمع والإجرام. وإن كان هناك عملية أقللة تجري في سوريا، فهي ضد كل من يقول "لا" لما هو سائد".... فهل أنتم من هذه الأقلية؟




يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المنجز اليومى

المشاركات الشائعة