الدوائر المتحدة المركز: شعرية نزيه أبو عفش

صدر كتاب (الدّوائر المتّحدة المركز، دراسة نقدية في شعر نزيه أبو عفش) للكاتبة نادين باخص الصادر حديثاً عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت، ويدرس الكتاب وجودية الشاعر نزيه أبو عفش في القصيدة، عبر وجهيها النثريّ والتفعيليّ، وتحلّل أبعادها أكثر من المعروف والمألوف، وتأتي هذه الدراسة النقدية الموسّعة والمعمّقة لشعره كي تضيء رؤيته الفلسفية التي استطاعت الباحثةأن تتابع بها تلك التعبيرات والتصاوير بدقّة العارف في كلّ ما كتب نزيه أبو عفش؛ وأن تستشفّ هاجس الموت الذي كان يطارده، والذي تمكّن الشاعر من كشفه وتجريده في أكثر من موقعة.

وتؤكّد د. نادين أن الشاعر يستند في مرجعياته الكثيرة إلى المفرداتالإنجيليّة والتوراتيّة في قصائده، لا سيّما وأنّها كثيراً ما تقدّم فكرةًعدميّة، وهو ما يثير الدّهشة بسبب ما يطرحه من مفارقة تقوم فيالمزاوجة بين الدّينيّ والعدميّ، ومن هنا تأتي خصوصيّة شعر أبوعفش. ونقتطف من قصائد الشاعر ما يلي:

(منذ زمن وأنا أحفرُ في هذا الظلام الوَحِش،

لا أحفر بحثاً عن مفاتيح قلاع أو كنوزِ مدنٍ ميّتة،

لا، بل أحفر الظلامَ كي أبصرَ أسمائي في آخره.

أحفر كي أنظِّفَ المرآة من غبارها الأبكم.

أحفرُ الغيابَ كي أرى

شهوةَ نفسي حيّةً في صدأ الغيابْ

إذن: أحفر.

بل أحفر كي أرى

ما لا يُرى بعين القلب.

أحفرُ كي أراني.)

وقد تُرجمت قصائد الشاعر نزيه أبو عفش إلى الفرنسية والإسبانية والإيطالية وحاز جائزة العويس الثقافية عام 2012. أما الباحثةنادين باخص فهي مواليد حمص (سوريا)، وقد نالت درجةالماجستير في النقد الأدبي الحديث، ولها رواية منشورة وديوانا شعر، إضافة إلى عدد من الأبحاث الأدبيّة المنشورة في المنابر الصحفيّة والإلكترونيّة العربيّة.