Headlines

كركوك بين الحق و الباطل بقلم \ حسن العباسي (الموصل)

Posted by هشام الصباحي | الأحد، 20 يوليو 2014 | Posted in

كركوك بين الحق و الباطل

بقلم \ حسن العباسي (الموصل)

E-mail\mosuliraq11@yahoo.com

 

ان معظم الحقائق و الوقائع التاريخية و الجغرافية في كركوك تؤكد اغلبيتها الكوردية و كونها جزءا حيويا من كوردستان ارضا و شعبا و المجال لا يسع لنا التحدث عن تفاصيل كثر الحديث عنها في الاونة الاخيرة ....

فلو لم تكن كركوك كوردية لما قام الدكتاتور المقبور بتعريبها وتغيير تركيبتها السكانية ولو لم تكن كركوك ارضا كوردستانية لما قام الطاغوت الاكبر بتجزئة كيانها الاداري وتوزيعها على المحافظات المجاورة ....

*** لاشك ان اكبر خطأ ارتكبه الكورد في السنوات الاخيرة هو قبولهم بأدراج قضية كركوك ضمن الية الدستور العراقي الهش وقبولهم الاخذ و الرد حول قضية مصيرية كبرى كان يجب اعتبارها محسومة سلفا في عقل وفعل و ارادة القيادات الكوردية وهكذا قد يستغرق  دفع ثمن هذه الفاتورة الباهضة لعدة اجيال قادمة هذا اذا لم يؤدي ذلك الى ضياع كركوك نهائيا وقطعها من جسد كوردستان الام كما ضاعت مدن اخرى في اجزاء اخرى من كوردستاننا الكبرى ....

فالحكومات العراقية وتحديدا حكومة البعث البائد فعلت كل شيىء لتغيير الطابع الديمغرافي لمدينة كركوك في اطار  كانت تعتقد انه يخدم مصالحها الشوفينية فأستقدمت عشرات الالاف من العوائل العربية من جنوب و وسط العراق بعد ان اغرتهم  بالاموال الطائلة و الاراضي الزراعية الخصبة و البيوت الفارهة و السلاح الحديث للعيش الدائمي في كركوك حيث طردت بالمقابل الاف العوائل الكوردية الفقيرة واستولت على قطع اراضيهم وبيوتهم و وظائفهم ومصادر ارزاقهم بدون أي مبرر انساني او مسوغ شرعي سوى كون هؤلاء اكراد ليس الآ

كما و ضايقت الحكومة البعثية الحاقدة على التركمان ايضا  ودفعتهم للهجرة والرحيل من المدينة وقد فرضت طابعا ثقافيا عربيا خالصا عليها وفصلت الموظفين الكورد ونقلتهم الى خارج كركوك ووظفت بشكل خاص موظفين بعثيين عرب موالين لها ومنحت الالاف منهم امتيازات مغرية مكنتهم بمرور الزمن بتشكيل ثقل اقتصادي و اجتماعي وقد قامت بعمليات استقطاع ادارية مثيرة للاستغراب و الدهشة كل ذلك حدثت خلال العقود الثلاثة الاخيرة

***فكيف ياترى يقبل هؤلاء الذين يعتبرون بحق من ايتام واقزام البعث المقبور الرجوع الى اماكنهم  السابقة ويتركون العيش الهنئي ليعيشوا في صرائف و اكواخ بائسة على اطراف المدن .... تلك التي جاؤؤا منها سابقا ؟؟

*** وكيف للكوردي ان يثق بمعظم المسؤلين في حكومة بغداد و في اعضاء البرلمان العراقي الذين لازالوا لحد اليوم يتصرفون بعقلية شوفينية حاقدة هي امتداد طبيعي لعقلية البعث العنصري المنهار و اللجوء الى منطق فرض ارادتهم و رغباتهم الظالمة بالقوة الغاشمة ....؟؟!

حيث ان هناك دول اقليمية تتدخل بشكل سافر وبدون خجل في قضية كركوك في سبيل جعل لهاموطئ قدم فيها باي شكل من الاشكال غير المشروعة .......

اما الدولة العراقية فأنها اخلت كركوك من ساكنيها الاصليين واستبدلتهم بعشرات الالاف من الوافدين العرب لاغراض سياسية وامنية وهي لاتزال في قرارة نفسها ورغم مرور اكثر من عشرسنوات على سقوط الصنم هبل تحاول ان تبقي الاوضاع على حالها السابق رغم علمها الاكيد بحجم الاجحاف و الظلم اللذان لحقا بالكورد طيلة نصف قرن او يزيد .......

ان فشل القيادات الكوردية في التعامل المنطقي مع ملف كركوك الحساس و المصيري بالشكل الذي يستحقه مع الجهة المسؤلة عن هذا الملف وهي الحكومة العراقية التي ماطلت كثيرا منذ تشكيلها وعلى شتى الجبهات كونها ازمة عراقية داخلية صرفة لادخل لاية جهة دولية فيها كان ايضا خطاَ كبيرا لانها  اصلا قضية تخص الطرف الكوردي المظلوم

و الحكومة العراقية التي مارست هذا الظلم و الغدر لاكثر من خمسين عاما يعكس عجز و مسلسل الاخطاء الكوردية عدم امكانية القيادة الكوردية في تحقيق أي تقدم لاحقاق الحق الكوردي المسلوب ظلما و عدوانا وهو ما اوصل قضية كركوك الى ما وصلت اليه اليوم من تخبط و فوضى

و اليوم ايضا اوقعت القيادة الكوردية نفسها في خطاَ اخر وهي رمي حملها على عاتق (( الامم المتحدة )) و الحقيقة ان محاولات (( تدويل )) قضية كركوك هي محاولات قديمة  جديدة حيث كانت بعض الجهات المعادية لطموحات و حقوق الكورد تطبل و تزمر ليل نهار لخيار تدويل هذه القضية  المصيرية الحساسة على امل اعطاء الشرعية الدولية لها.... وقد تعلمت بعض الاوساط العربية ايضا في كركوك العزف على نفس هذه  الاسطوانة المشروخة حيث ما كان ينبغي للقيادات الكوردية ان تستسلم لهذه الارادات الشوفينية الشريرة التي هدفها الاساس هو تمييع القضية (( خصوصا ونحن نعلم ان أية قضية توكل الى هيئة الامم المتحدة )) مصيرها حتما سيكون الفشل و المماطلة ...

*** اذن :- كيف يمكن للقيادة الكوردية ان تكسب المواطن العربي او التركماني وهي لم تحظ بثقة الكوردي بسبب التنافس وسرطان الامتيازات و الاخطاء الادارية القاتلة وكيف تكسب ثقة الاخرين  والحزبان لا يحظيان بثقة بعضهما البعض ولم ينجحا بتشكيل حكومة كوردية موحدة قادرة على تبني و زرع قيم و اسس المواطنة و المساواة و العدالة الاجتماعية و الحقوق و الواجبات بدل التزكية و الواسطة و الاحتكار و الامتيازات و المصالح الحزبية التي تحكم تنافسهما من اجل السيطرة على الادارة بالطريقة التقليدية المعروفة في المجتمعات المتخلفة وليس الدمقراطية

*** لقد كانت كركوك ولازالت احد ابرز محاور الصراع و التنافس القومي و المذهبي في العراق فالكورد يعتبرون ان التنازل عنها من سابع المستحيلات فهي كانت محور كل الاحداث الماضية طوال نصف قرن مع  الحكومات العراقية المتعاقبة مشددين على كوردستانيتها و وجوب الغاء مظاهر ونتائج حملات التعريب و التخريب التي طالتها ظلما و عدوانا و بالتالي ضمها الى اقليم كوردستان لكي يرجع الفرع الى اصله الطبيعي وهذا ما يتناقض مع مصالح عشرات الالاف من العوائل العربية و التي توافدت الى هذه المدينة المغتصبة ضمن سياسة البعث المقبور حيث حصلوا على امتيازات استثنائية ضمن مفاصل المدينة المسلوبة غدرا وكذلك يتعارض مع مصالح جزء كبير من التركمان الذين يعتبرون المدينة تركمانية  ويريدونها منطقة مستقلة وبذلك ينفذون عن طيب خاطر اجندة و مطامع الدول المجاورة على حساب الثوابت و الحقائق التأريخية و الوطنية و الجغرافية و الغيرة العراقية

كما لا يتوافق مع رغبات اعضاء الحكومة العراقية التي لاتريد ان تخسر سيطرتها المباشرة على مزيد من منابع قوة البلاد واجزاء من جغرافيتها خصوصا وان معظم هؤلاء الاعضاء لايزالون يفكرون بطريقة الانفال السيئة الصيت وهم مشبعين بالحقد و الكراهية لكل ماهو كوردي عراقي .

في المقابل لم يجد الكورد في مدينة كركوك و خارجها  بعد عقود من الظلم و الاقصاء و التهميش- من حكومات ما بعد الاحتلال غير الاهمال المتعمد وسياسة المماطلة و التسويف و عرقلة التطبيع وتجاهل تنفيذ المادة 140من الدستور وتعطيل عودة المهجرين وتأخير عمليات تعويضهم و عرقلة  اعادة ضم المناطق المستقطعة من المحافظات الكوردية بل واستخدم لغة التحذير و التهديد لمنع اعادة ضم كركوك الى الاقليم الى جانب تاييد طرف على حساب طرف اخر وهو مادفع و يدفع الكورد وهم على حق الى التوجس و الخوف من الحكومة المركزية و الى المزيد من التشدد القومي و بالتالي الشحن بوجود تدخلات اقليمية سافرة ...... ؟

تحت الضوء - إحدى وعشرون قصيدة غير منشورة لنيرودا: قاتم هو ليل العالم من دونِك | رلى راشد

Posted by هشام الصباحي | | Posted in

بابلو نيرودا مجددا، للمرة المئة، وربما الألف. يقيم الشاعر بيننا من دون إدراك منا. يدخل يومياتنا كأنه أحدنا، نستدعيه مثالا للنضال من طريق نشيده العام ونستدين كلماته عاشقا أو معشوقا، مسحوقا أو مزهوا في حلبة الإفتتان. في غمرة سواد حالك، في إحدى الليالي التي وثّقها بقصيدة، كتب نيرودا الأبيات الأكثر حزنا، وها إنه يأتي الى شيء من المناجاة عينها، في ثلّة من القصائد المكتشفة حديثا، وعددها يحاذي العشرين. يحلّ البعض رديفا لـ"عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة"، كتابه الأثير حيث تمرّن على السكن داخل جدران النفس الولهة، وحيث الحب فراق وفقد. تستدرجنا اللقيّة الشعرية الى التحليق، الى الحلم، إلى حيث الحبّ على حاله، عصيّا على الإلتئام ليصير أكثر صعوبة وتاليا أكثر استحقاقا.

جميلة هي رحلة نيرودا كيفما جاءت، أقاتمة هرمسيّة أم ساعية إلى تقشير الغطاء العازل الضاغط على المفردات. لم يكن بلوغ أكبر عدد من القراء هدف الشاعر التشيلياني، لا قدرة لنا على الشكّ في ذلك ولا نتجاسر عليه حتى. بيد ان ذلك لا ينفي حقيقة انه صار من حيث لم يرغب على الراجح، إسما عزّ حضور مثله في قواميس الشعر. جُبِل نيرودا بالبوح ولم يملك القدرة على التنصّل منه حتى، لوثة أمرَّها لنا على نحو تلقائي. والحال ان رفّ القصائد المنبعث للتو، يثبّت ما حفظناه. احدى وعشرون قصيدة غير منشورة ستصدرها دار "سايكس بارال" ومقرها برشلونة في نهاية 2014، لتواكب الذكرى العاشرة بعد المئة لولادة الشاعر، والذكرى التسعين لولادة "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة". يحدّ القصائد زمنيا طرفان، 1956 و1972 في حين رصدت في معظمها إلى ماتليدي أوروتيا، الزوجة. ماتليدي، سيدة شخّص نيرودا صلته بها بكلمات قليلة تشبه تصريح طفل متذمّر يتمسّك بسراب يعي انه لن يدوم، لأنه سيكبر لا محالة. كتب نيرودا يوما: "على رغم أن الأمر لا يخصّ أحدهم، غير اننا سعيدان". سعادة وعى ان الأعاصير العشقية شلّعتها من هنا وهناك، لتجيء ارتداداتها شعرية في كثير من الأحيان. لكن يتبدّى ان ماتيلدي رجعت بعد وفاة نيرودا الى نواة قصيدته، تَشَفِّيا ربما.
ليس مجرد كلام في الهواء أن نتحدّث، عند محترفي القصيدة المكتملة، عن استحالة أن يحترق الخيط الشعري ويصير رمادا. ثمة حركة انبعاث مستمرة، في اللحظات غير المنتظرة، وإنما المواتية دوما. في أحد الصناديق التي حوت محفوظات من نصوص أعمال نيرودا صُنّفت "منشورات" من باب الخطأ، وإبّان عملية جرد دقيقة اضطلعت بها "مؤسسة بابلو نيرودا" وجدت مجموعة القصائد غير المعروفة وغير الصادرة قبل اليوم. في ركن منسيّ، بزغت قصاصات ورقيّة على مستوى رفيع، تعيد إستلهام تجربة شعرية في ألقها. ذلك ان القصائد التي خرجت الى العلن ليست تفصيلا في مسار، إنما ذات صلة وثيقة بالتطور التأليفي نظرا إلى كتابتها إبان مرحلة الإختمار التأليفي عند الشاعر، في المرحلة التالية لـ"النشيد العام". ها هنا نحو عشرين قصيدة لنيرودا، بعضها مكتوبة بالآلة الطابعة والبعض الآخر بخطّ اليد، تأتي من بعيد بلا شك، غير انها تأتي من الأعلى خصوصا.
تعود إحدى هذه القصائد إلى 1964، عام صدور "نصب إيسلا نيغرا التذكاري"، مجموعة نيرودا الشعرية الذاتية والفسيحة في قصائدها المئة، أنجزها عند بلوغه عقده السابع، بدءا من "إيسلا نيغرا" أي "الجزيرة السوداء" المنطقة التي سمّاها المنزل. تهيم هذه القصيدة المكتشفة في الصندوق رقم 52، بين الضياع العشقي وبين إعادة الإحتلال العاطفي. نقرأ على هذا النحو: "أريحي حوضك الطاهر وقوس الأسهم المبللة/ لتمدّدي، ليلا، البتلات التي تشكّل شكلَك/ لتتسلق قدماك الخزفيتان الصمت ومعراجه الواضح/ درجة درجة، تحلقان معي في الحلم/ أشعر حينئذ انك تتسلقين الشجرة المتجهّمة تغني في الظل/ قاتم هو ليل العالم من دونك أنتِ محبوبتي/ بالكاد أميّز الأصل، بالكاد أفهم اللغة/ أفكّ بصعوبة شيفرة ورق الأوكالبتوس".
تجمع القصائد القديمة الجديدة، بين دفّتي كتاب يصدر في نهاية العام في أميركا اللاتينة، على ما أطلعتنا الصحف والدوريات في الشطر الجنوبي من القارة الأميركية، في حين ستضبط إسبانيا ساعتها على الموعد - الحدث، في مطلع 2015. تورد صحيفة "إيل باييس" الإسبانية ان الكِتاب سيحتضن بعض نماذج قصائد بخط يدّ الشاعر، ليتراءى إلينا، قراءً، أننا نقطف شيئا من ألق الشاعر ليتلألأ في قبضة يدنا.
وفق الشاعر والناشر بيري خيمفيرير تجمع قصائد نيرودا غير المنشورة "القدرة التصويرية والإمتلاء التعبيري الفائض والموهبة، إلى البعد الإيروسي الشغوف"، ولا تنسى أن تعرّج على ما يبدو، على التفصيل اليومي، ترتفع به لتجعله يليق بأن يقطن في قصيدة، أو ذريعة لها حتى. يتحوّل كل شيء عند نيرودا، عفويا، من طبيعته الأولى إلى مرتبة أرفع وأكثر اكتنازا في الفحوى.
في قصيدة "لا شيء سوى الموت" من مجموعة "نصب إيسلا نيغرا التذكاري"، يتأمّل نيرودا كاتبا: "ثمة مقابر وحيدة/ أضرحة تعجّ بعظام لا تصدر صوتا/ يتحرّك القلب عبر النفق/ حيث ظلمة، ظلمة، ظلمة/ كمثل سفينة محطّمة، نموت ونحن ندخل أنفسنا/ كأننا نغرق في قلوبنا/ كأننا نعيش ونحن ننفصل عن البشرة لنصل الى الروح". لم تسترح روح نيرودا تماما بعد. لا تزال عظامه ثرثارة تحكي احتمالات موته قسراً، في غير الأوان. لا يزال صوته أيضا مسموعاً، يأتينا بقصائد تكمّل معرفتنا بنيرودا التي ظنناها اكتملت.


يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المنجز اليومى

المشاركات الشائعة