نشر يوم الأحد، 28 يوليو 2013
نشر بواسطة غير معرف
#شهادة عن مجزرة #رابعة
أنس خالد |
مع بدايات #مجزرة_النصب_التذكاري بالأمس، كتبت عن ذلك فوراً، وأرفقت بعض الصور من هناك .. وفوجئت حين ذلك بعدد كبير جداً من الاتصالات ممن أعرفهم ولا أعرفهم.
الجميع يودّ المشاركة في نُصرة هؤلاء الذين يواجهون #الشرطة و #البلطجية بصدور عارية، المهندس فلان يرسل لي على الفور 5000 جنيه، والأخ فلان يرسل لي 150 جنيه، أخت تتصل وترسل 3000 جنيه، وأحد الأطباء يرسل 9500 جنيه، كلهم يودُّون لو كانوا بيننا حقاً ولكن منعتهم ظروف صعبة.
أترك كل شيء وأتحرك إلى الصيدليات بحثاً عن المطلوب،وأتواصل مع الأطباء في المستشفى الميداني عن جديد الاحتياجات، ولكن ما يثير دهشتي كل مرة، هو توافد بعض بوابين العمارات إلى الصيدلية التي أقف بها، يرون ما أشتريه، فيسألون -بقلق-: هي الحاجات دي لـ #رابعة ؟ .. وبمجرد إجابتي لهم بـ نعم ، يعطونني ما فاضت به أيديهم، ما بين 2 جنيه، و 20 جنيه، متخيلين واحد بياعد بـ 2 جنيه !! تقريباً ده كل اللي في جيبه فعلاً !
أيضاً مجموعة من عمال النظافة (الزبالين يعني)، أعطوني 30 جنيه مساعدة أيضاً وأنا أوقف التاكسي باتجاه رابعة !! ، وأحدهم يقول لي: مش أد كده بس ربنا يبارك فيهم ويتقبلهم !!
بعض الصيادلة أيضاً عندما علموا بتلك المجزرة، أعطوني فوق ما أطلبه الضعف تبرعاً منهم، ويعتذر: معلش النبطشية تخلص وتلاقيني معاكم هناك !!
وبعض محلات الأدوات الطبية يبيعون لنا بسعر التكلفة متغاضياً عن الربح نهائياً، قائلاً: ده مش وقت فلوس خلاص الدم ده عار علينا كلنا نشوفه ونسكت !!
..
يا شباب ونساء رابعة الأطهار .. لا تفزعوا من ذلك الرصاص .. لا تفزعوا من جثث الشهداء التي ملأت المستشفى والأرصفة أمامها اليوم .. إذا كان رصاصهم حيّ، فهو حيّ لأنه أحيا الناس، وهو حيّ لأنه قتل هؤلاء الخنازير في عقولهم وقلوبهم وأعينهم .. وما النصر إلا من عند الله
