نشر يوم السبت، 29 يونيو 2013
نشر بواسطة جى إس إم إيجيبت
فى جنازة «حسام» قتيل الشرقية.. الأهالى: «منهم لله الإخوان ضحكوا عليه وضموه ليهم» | قتيل الشرقية
فى جنازة «حسام» قتيل الشرقية.. الأهالى: «منهم لله الإخوان ضحكوا عليه وضموه ليهم»
وسط طريق زراعى ضيق، تتكدس عشرات السيارات المتجهة لعزبة أنطون التابعة لمركز القنايات بالشرقية، للمشاركة فى تشييع جنازة طالب الصيدلة حسام شوقى، أول ضحية بأحداث الشرقية الدامية، التى بدأت منذ 3 ليال أمام مقر الإخوان، قبل ساعات قليلة من مظاهرات 30 يونيو. يقف عشرات الأهالى بمدخل العزبة وأعينهم شاخصة نحو بداية الطريق، ينتظرون جثمان «الدكتور حسام»، كما يطلقون عليه، ليشيعوه لمثواه الأخير بعد صلاة الجمعة، ومن خلفهم تقف السيدات المتشحات بالسواد، صوت البكاء والصراخ والنحيب لا ينقطع. تستقبل والدة القتيل المعزين من الإخوان بقولها «انتم أصحابه جايين تباركوا له على الشهادة اللى أخدها، ملحقتش تفرح بشهادتك يا دكتور»، يمسك بها عدد من أقاربها ويحاولون تهدئتها، لكنها لا تهدأ، وتكمل: «اتأخرت ليه يا حبيب عينى».
يتوافد عشرات الأعضاء من تنظيم الإخوان، وزملاء حسام بكلية الصيدلة، لتقديم العزاء، توجهوا للمسجد مباشرة دون الالتفات للكلمات التى كانت توجه إليهم من قبل السيدات «انتوا السبب فى موت الدكتور»، وجلسوا فى المسجد فى انتظار قدوم زميلهم، وقد انخرط بعضهم فى البكاء بينما جلس آخرون لقراءة القرآن، تبدأ إذاعة المسجد إذاعة القرآن، فيما فرش أهالى العزبة «الحصائر» البلاستيك للصلاة عليها.
أحمد فوزى (13 سنة)، ابن عم القتيل، يقول فى حزن: «حسام كان معايا امبارح وقلت له عاوزك تعلمنى شوية إنجليزى، قال بكره، لكنه مات ومارجعش، حسام شاطر أوى وكل الناس فى العزبة بتحبه، وهو من الناس القليلة هنا اللى متعلمة علام عالى»، وأضاف: «أبوه ماكانش يعرف إنه إخوان إلا من فترة قصيرة، لأنه راجل على قده وشغال بواب فى الزقازيق وصاحب مرض، وطلب منه عدم نزول المظاهرات، منهم لله الإخوان، هما اللى ضحكوا عليه وضموه ليهم، لأن العزبة مفيهاش إخوان خالص غير حسام، بعد الساعة 11 مساء اتصل والده على أبى وباقى أشقائه ليذهبوا إليه فى مستشفى الأحرار، وهرعنا إلى هناك لكننا اكتشفنا أن الدكتور حسام مات فى الحال».
فى ساحة المسجد يجلس رجل خمسينى، يرتدى جلبابا ريفيا بسيطا وطاقية حمراء، تغطى علامات الحزن ملامحه، قال: الدكتور حسام كان آية، كان لسانه حلو، عمره ما غلط فى حد، وكان حافظ القرآن وبيصلى بينا جماعة، رغم إن أبوه على قد حاله وبيتهم بالطوب «النى»، وتابع: «ذهب حسام ليلة الخميس لأحد أصدقائه بمدينة ديرب نجم، وهناك تلقى اتصالا من أحد زملائه الإخوان أخبره أنه أصيب بطلقات خرطوش فى يده ويحتاج إلى علاج، فذهب إليه بسرعة بعد صلاة العشاء، وبعد محاولة بعض المتظاهرين اقتحام مقر الإخوان بإحدى عمارات شارع المحافظة، حاول الخروج بصحبة زملائه، واستبقهم إلى السلم، لكن البلطجية أطلقوا عليه الرصاص، فأصابت واحدة رأسه وأصابت الثانية صدره، فانتقل إلى رحمة ربه فى الحال».
إسلام أحمد، طالب بالفرقة الأولى بكلية الصيدلة، يقول: «الدكتور حسام كان مسئول الفرقة الأولى بالجامعة، وهو أول طالب تعرفت عليه هناك، كان بيساعدنا فى بداية التحاقنا بالجامعة، وحصل منا على الملفات وقدمها بنفسه لشئون الطلاب، وزارنا فى بيوتنا بعدها بأسبوعين، ثم أهدانا كتابا دينيا، وكان يعقد معنا اجتماعا أسبوعيا كل يوم سبت ويلقى علينا دروسا دينية وأحاديث نبوية»، وأضاف: «حسام كان محبوباً من كل الطلاب والدكاترة، وكان مجتهدا وتقديره خلال الـ4 سنوات الماضية جيد جدا، رغم أنه لا يركز فى المذاكرة إلا قبل الامتحان بشهر واحد، وكان يحرص على تدوين كل كبيرة وصغيرة أثناء المحاضرات، ويقدم لنا مساعدات فى الامتحانات ونماذج الأسئلة.. اتخطف مننا».








.jpg)