نشر يوم السبت، 15 يونيو 2013
نشر بواسطة غير معرف
أكثر ما يلهمني الناس | الشاعر سلوبودان نيكوليتش | ترجمة أماني لازار
ولد سلوبودان نيكوليتش في بانك (ايفو، فوجوفودينا، صربيا) في عام1980. تخرج من الأكاديمية البحرية في بلغراد، تلقى (على الأغلب) تسريح شرفي من البحرية الصربية. مهتم بعلم النفس، أنهى دروسه في تحليل وتفسير الأحلام وقريبا سيحصل على إجازة في تفسير الأحلام. يقع في حب المدن والنساء بسهولة. وحب المدن غالباً بسبب النساء. كان عاشقا لتريستي، زغرب، سوبوتيكا. حالياً هو مهاجر عاطفي في بودابست، هنغاريا. يكتب شعرا، قصص قصيرة وروايات. ترجمت أعماله إلى الهنغارية والإنجليزية والإيطالية. روايته الأولى ستنشر هذه السنة في كرواتيا. فاز بجائزة منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة للشعر في العام الحالي 2011.
الليل، السهر
في حناجر الساعات
أنا الكسرة المتبقية
التصقت بين
الأيدي
أنا الشلال الخفير
لمنع شرارة الفجر
من إشعال محرقة
تحت أجسادنا
بالشمع من شفتي
اطبع على جفنيك ختماً
يحمي الكنز
تحتهما
على جسر ذراعي
تمشي أحلامك بحرِّية
بين ضفتي
الشروق والغروب
بانك، ايفو،2011
Your browser may not support display of this image.
rosso-nero by: Slobodan Nikolić 1
ماذا تحدثنا عن دوافعك لكتابة الشعر؟
أقول بأن الشعر كان حاجةَ للتعبير عن نفسي. ايفو اندريك يقول: “ شخصياً، أردت دائماً شيئين فقط: أن أكون قادرا على وصف كلّ شيء أراه وأن أكون قادرا على التعبير عن كلّ ما أشعر به. ” هذه هي الحاجة التي قصدتها. القراءة تشجّعني دائماً لفتح “حوار” مع الشعراء الذين أقرأ لهم ولمواصلة استكشاف إمكانية الكلمات، ببساطة هي محاولة للخطو قدماً. أيضاً تحفزني ردود أفعال الناس عندما يقرأون قصيدتي، في طريقة تلقيهم لها و أحياناً في تغييرهم ومساعدتهم على فهم أنفسهم بطريقة أفضل.
قراءة نيرودا
أنت تقرأُ نيرودا
في السّاعة السّادسة صباحاً
بعد ليلة من الأرق
في شقة شخص آخر
وتشعر فيها كأنك في بيتك
في المدينة التي سميتها مدينتك
منذ مدة طويلة
برغم علمك أنها ليست كذلك
نيرودا، الذي لا تحبّ حتى أن تقرأه
(وحتى أنك ترفض الاعتراف
اليوم، بأنه قد
تعجبك بعض قصائده)
وأنت تعرف قدرتك على كتابة
أجمل الشعر هذا الصباح
أعظم قصائد الحب على الإطلاق
أشدها حزناً، أيضاً
فقط لتتحدى نيرودا
لكنَّك تتساءل إذا ما كانت القصائد تستحق أن تُكتب
وليس هناك ما يؤكد لك
بأنك ستحظى يوماً بفرصة قراءتها
لها
زغرب، 2011.
ماذا يلهمك في الكتابة ؟
أكثر ما يلهمني الناس: التفاعل مع الناس، تبادل المشاعر معهم، تفهمهم، التعرف إليهم. أجد أن الشعر موضوع شخصي جدا، حميم جدا، بالرغم من أنه هذه الأيام ليس من الضروري أن يكون كذلك. الحبّ يلهمني، الألم يلهمني، الجمال يلهمني. كلّ لحظة تحتاج لمن يصفها تفعل. كلّ وصف هو فقط محاولة لتقديم لفظي، لكن هذا ما أفعله – المحاولة. أعظم أمنياتي أن أجمع بين العالم الذي بداخلنا والعالم الخارجي، لأنهما واحد بل هما الشيء نفسه.
أخبرنا عن جائزة منظمة الأمم المتحدة للعلوم و التربية والثقافة الأخيرة:
منحت جائزة منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة في مسابقة كاستيللو دي دوينو للشعر في عام 2011. هذه المسابقة للشعراء الشباب (تحت 30) وتعتبر إحدى أهم المسابقات الأدبية في إيطاليا وفي العالم. تقدمت لها حوالي 1200 قصيدة من أكثر من 80 بلد. إنّ الجائزة مهمة تساعدك في الوصول إلى الناس، تلفت انتباه القراء إلى ما تقوله. بعد مراسم تسلم الجائزة كتبت قصيدة قصيرة أشرح فيها موقفي إزاء الجوائز:
حول جائزة اليونسكو
استمعت بعناية إلى الشرح
حول الجائزة التي استلمت
لم أتمكن من فهم كلمة واحدة
لأنه كان بالإيطالية
لكنه جعلني واثقاً بأن
صحن اليونسكو يحميني
كما لو كنت معلما حضاريا
وليس لأحد أن يلمسني
لكنَّه أيضاً جعلني قلقاً
لأن الخطر الحقيقي الوحيد الذي يهدّدني
هو الانهيار
من الداخل
زغرب، 2011
ما هي خصائص شعرك التي تريد لها الوصول إلى لناس؟
لقد وضعت العاطفة بمواجهة الإحباط! في أغلب الشعر الحديث يمكنك أن تجد فقط الإحباط والاستياء والقليل من العاطفة والدفء.
إذا كان استعراض العواطف قصد إثارة الشفقة، كما يقال في أغلب الأحيان، أفضل بكل سرور الشفقة على البرودة والسلبية الفكريتين. يفهم الناس الرسائل العاطفية أفضل من المثقفين. إذا تنكرت لحق الشعراء في أن يكونوا عاطفيين، فإنك ترمي بعدّة قرون من الشعر. هذا ما أريد له أن يصل إلى جمهور القراء، العواطف. وأنا أريدهم أن يستعملوا كلماتي للذهاب عميقاً داخل أرواحهم.
Your browser may not support display of this image.
Fly until it’s too late by: Slobodan Nik 1
اليوم الرابع
اليوم هو اليوم الثالث
والشمس لم تشرق.
اليوم هو اليوم الثالث
و القبيلة كاملة تقف
محدقة بالشج
الذي فصل السماء عن الأرض
أمس سمعت طلقات نارية من الغابة! -
شخص ما قال -
أسقطت الشمس!
بنت باكية:
رأيتها أيضاً، رأيتها …
السماء صارت حمراء! -
قالت أم.
ونما كل شيء في الصمت من جديد.
وفي الصباح الرابع
خرج من الغابة
رجال مسلحون مجهولون
يحملون نقوداً ذهبية.
لكل واحد قطعة! -
قالوا.
وضعناهم على ألسنتنا
كرقاقات شمسية
وبرضى ابتلعناهم
قبل أن يذبحونا
بسود النصال.
ماذا تقول كنصيحة لمن هو في بداياته الشعرية:
اقرأ بقدر ما تستطيع، لكن ليس من الضروري أن تقرأ كل شيء. و ليس من الضروري أن تحب كل شيء. اختر الكتب بحكمة وتذكر أن الكتب التي تناسبك ستجد طريقها إليك. واكتب ! حاول أن تبتعد عن البلاغة واتبع حاجتك الداخلية للكتابة. لا تحاول إتّباع الاتجاهات والأساليب الحديثة، فكر بنفسك وكن صادقا في ما تعمله.
ماهي رسالتك إلى القراء:
يقولون بأن الكلمة أقوى من السيف. قال شاعر صربي بأنّ الكلمة القوية جداً قتلته. خوفي الوحيد أن تقتلني الكلمة الضعيفة جداً.








