نشر يوم الأحد، 7 أبريل 2013
نشر بواسطة غير معرف
شهادة الشاعر أشرف البولاقى عن مسابقة أميرة الشعراء
هذا ما حدث في مسابقة " أمير الشعراء " .
أشرف البولاقي

صديقي المغرِض الذي لم أحدثكم عنه منذ فترة التقيتُه أخيرا وقد شارك في مسابقة " أمير الشعراء"تلك التي تنظمها دولة الإمارات العربية المتحدة كل عامين، وكان لي أن بادرتُه قائلا: يا رجل كيف لك أن تشارك في تلك المهزلة وأنت على ما أنت عليه مِن قيمةٍ ومكانة ..؟ فابتسم ابتسامتَه تلك التي تعرفونها وقال: أية قيمة وأية مكانةٍ تعني...؟ وهل إذا جاءتك أنت أو غيرك ممن يتغنون بتلك القيمة والمكانة فرصةٌ للمشاركة كنتَ رفضتَ أو رفضوا ؟؟ ثم إنني – والكلام له – شاركتُ بغيةَ السفر وركوب الطائرة خاصة وأنني لم أسافر خارج مصرَ من قبل ولم أركب طائرة ... وكنتُ أعلم مقدَّما ألا ناقة لي ولا جمل في المسابقة مما سمعتُه ممن سبقونا إليها .. فكيف أتأبى على المشاركة؟ وأي خسارةٍ تلحق بالمشاركين؟؟؟
قلتُ له: حسَنا دعنا مِن هذا وحدِّثني عن تفاصيلِ وكواليس المسابقة ولماذا كنتَ صامتا خلال الفترة السابقة رغم خروجك منها خاوي الوفاض؟ قال: لم أخرج منها خالي الوفاض كما تتصور، بل إن مكاسبي كانت عديدة ... أما صمتي فكان لسببين الأول أن أ حدا لم يسألني .. والآخر أن القائمين عل المسابقة أجبروا كل المشاركين على توقيع" عقد " يشبه عقود الإذعان على عدم الحديث عن المسابقة أو تفاصيلها أو كواليسها إلا بترخيص من الهيئة القائمة عليها، على أن يتعرض مَن يخالف ذلك للمساءلة القانونية والقضائية ... وهو " عقد " كله شروط وبنود ومواد تجعل المرء يفكر ألف مرة قبل الخوض في تفاصيل ما حدث ... لكن أمَا وقد سألتني فإني محدثك وليحدث ما يحدث:
شاركتُ في مسابقة أمير الشعراء بناءً على نصيحة صديق مصري يقيم في دولة الإمارات، فأرسلتُ لهم قصيدة على إميلهم اخترتُها بعناية تتفق مع ذائقتهم بناءً على نصيحة الصديق، فكانت تفعيلية تتضمن بضع أبيات تقليدية ... وانتظرتُ فكان أن أرسلوا لي بطلب جواز السفر مع مَن أرسلوا إليهم ... وسافرتُ واكتشفتُ خلال مدة ما قبل السفرأن هناك شعراء عامية مشاركون ...! وأن هناك أنصاف وأشباه شعراء مشاركون أيضا ...وبدت الرحلة في جانبٍ منها أشبه برحلة تبادل زيارات أندية الأدب المصرية فيما بينها في مصر ...!! وصلنا مطار أبو ظبي صباح الاثنين 25/3/2013 بعد ساعات ثلاثة طيرانا لنجد في انتظارنا نفرا من مسئولي المسابقة أو الهيئة التي تنظمها، وعدةَ سيارات" مرسيدس " لتنقل كل سيارة شاعرين اثنين ...! ووصلنا فندق " ساندس –Sands " وما أدراك ما هو....؟! وعلمنا هناك أن البارحةشهدت جزءا من التصفيات لبعض الشعراء الذين سبقونا في السفر من جنسيات أخرى ومِن بعض الشعراء المصريين المقيمين في الإمارات ... كان عددنا نحن حوالي مائتي شاعرتقريبا ... وجدنا هناك الشعراء: محمد عبد الحميد توفيق، ونادي حافظ، وإسلام هجرس،وكان معنا في رحلتنا محمود فرغلي، وعبد الواحد الرزيقي، وأحمد حسن عبد الفضيل ، وعبدالله الشوربجي، وأحمد محمد حسن، وعلاء جانب، ومحمود عبد الرازق، وياسر أنور، وعبيدعباس، ورشا السيد .. وآخرون وأخريات من مختلف الدول العربية. وكان الموعد صباحا أمام اللجنة. في الصباح ركبنا جميعا أتوبيسا واحدا واتجهنا إلى ما يسمى بمسرح شاطئ الراحة ... لتستقبلنا الكاميرات التي أبى أصحابها نزولنا من الأتوبيس إلا أمامها...!! ( اتضح فيما بعد أن الشركة المنتجة والمشرفة على المسابقة هي شركةبروموميديا لصاحبتها نشوى الرويني ) دخلنا على صالة استقبال المسرح ليستقبلنا عددمن الموظفين والموظفات ليطلبوا منا ملء استمارات بعينها تتكون من عدد من الأوراق منها ما هو يختص بالسيرة الذاتية، ومنها ما هو يختص بالهوايات والأحلام والأماني والرغبات في المستقبل .. وما إلى ذلك، ومن بينها ذلك " العقد " الذي حدثتك عنه ... ولم يكن أحد يملك جرأة ولا شجاعة أن يرفض التوقيع وهو قاب قوسين أو أدني من الدخول على اللجنة. وقيل لنا إن من حق الشاعر أن ينشد أمام اللجنة قصيدته التي أرسلها عبر الإميل، كما أن من حقه أن يغيرها وإن كانوا هُم يفضلون المرسَلة .وكنتُ ممن اختاروا أن يغيروا قصيدتهم من التفعيلية إلى مقطع تقليدي كله – وهو مقطع صوفي – كان هناك حرص من الشركة المنتجة أو المشرفة على إجراء حوارات تليفزيونية مع كل مشارك، كما كان هناك حرص على التقاط صورة فوتوغرافية لكل شاعر على حدة .. انتهى الجميع من ملء الأوراق وبدأ النداء على مجموعات تتكون كل مجموعة من عشرة شعراء تقريبا ليصطحبهم أحدهم إلى الأستوديو المعد للقاء اللجنة. كنتُ في المجموعة الثانية فذهبتُ فإذا بنا في قاعة بها شاشة تلفاز كبيرة وبضع مقاعد وثيرة تجلس عليها جميعا لينادَى على واحد واحد ليدخل إلى اللجنة، بينما الباقون يشاهدون اللقاء على الشاشة مباشرة بين الشاعر واللجنة. كانت اللقاءات التي سبقتني مفاجأة بالنسبة لي وأنا أشاهد أعاجيبَ اللجنةِ في تعليقاتها على مَن سبقني من الشعراء ... فما مِن شاعر أكمل قصيدته .. إن هي إلا أبيات أو سطور ثلاثة أو أربعة أو خمسة على الأكثر ليطلب منه أحد أعضاء اللجنة أن يتوقف ... وكانت اللجنة ثلاثية أمامنا على الشاشات مكونة من الأساتذة النقاد : صلاح فضل، وعلي التميمي، وعبد المالك مرتاض ... وكانت تستمع إلى ما تيسر ليقول كل منهم أنا أجيز هذه القصيدة .. أو أنا لا أجيز هذه القصيدة ... وعلمنا أن مَن تجيزه اللجنة بالإجماع الثلاثي مؤهلٌ للمرحلة الثانية بالإجماع ... ومَن يجيزه اثنان فهو مؤهل أيضا .. بالغالبية .. أما ما هو دون ذلك فقد خرج ... وكانت تعليقات اللجنة الموقرة أمامنا بعيدةً كل البعد عن النقد بمفهومه الذي نعرفه، وبدا واضحا جدا أن اللجنة لا علاقة لها بالنقد ولا بالتحكيم ... مِن بين أعضاء اللجنة مَن كان يسخر ويتهكم، ومنهم مَن كان يسب ويشتم ..!! حدث ذلك أمامنا مع شاعر فلسطيني لم تُجِز اللجنة قصيدتَه وكان تاركا شَعره الطويل مرسَلا خلف ظهره ... وبينا كانوا يناقشونه وقف وتركهم فما كان مِن اللجنة إلا أن قال له أحدهم: وهل هذا منظر شاعر؟ أنت صعلوك حقير ...!!
قلتُ له: حسَنا دعنا مِن هذا وحدِّثني عن تفاصيلِ وكواليس المسابقة ولماذا كنتَ صامتا خلال الفترة السابقة رغم خروجك منها خاوي الوفاض؟ قال: لم أخرج منها خالي الوفاض كما تتصور، بل إن مكاسبي كانت عديدة ... أما صمتي فكان لسببين الأول أن أ حدا لم يسألني .. والآخر أن القائمين عل المسابقة أجبروا كل المشاركين على توقيع" عقد " يشبه عقود الإذعان على عدم الحديث عن المسابقة أو تفاصيلها أو كواليسها إلا بترخيص من الهيئة القائمة عليها، على أن يتعرض مَن يخالف ذلك للمساءلة القانونية والقضائية ... وهو " عقد " كله شروط وبنود ومواد تجعل المرء يفكر ألف مرة قبل الخوض في تفاصيل ما حدث ... لكن أمَا وقد سألتني فإني محدثك وليحدث ما يحدث:
شاركتُ في مسابقة أمير الشعراء بناءً على نصيحة صديق مصري يقيم في دولة الإمارات، فأرسلتُ لهم قصيدة على إميلهم اخترتُها بعناية تتفق مع ذائقتهم بناءً على نصيحة الصديق، فكانت تفعيلية تتضمن بضع أبيات تقليدية ... وانتظرتُ فكان أن أرسلوا لي بطلب جواز السفر مع مَن أرسلوا إليهم ... وسافرتُ واكتشفتُ خلال مدة ما قبل السفرأن هناك شعراء عامية مشاركون ...! وأن هناك أنصاف وأشباه شعراء مشاركون أيضا ...وبدت الرحلة في جانبٍ منها أشبه برحلة تبادل زيارات أندية الأدب المصرية فيما بينها في مصر ...!! وصلنا مطار أبو ظبي صباح الاثنين 25/3/2013 بعد ساعات ثلاثة طيرانا لنجد في انتظارنا نفرا من مسئولي المسابقة أو الهيئة التي تنظمها، وعدةَ سيارات" مرسيدس " لتنقل كل سيارة شاعرين اثنين ...! ووصلنا فندق " ساندس –Sands " وما أدراك ما هو....؟! وعلمنا هناك أن البارحةشهدت جزءا من التصفيات لبعض الشعراء الذين سبقونا في السفر من جنسيات أخرى ومِن بعض الشعراء المصريين المقيمين في الإمارات ... كان عددنا نحن حوالي مائتي شاعرتقريبا ... وجدنا هناك الشعراء: محمد عبد الحميد توفيق، ونادي حافظ، وإسلام هجرس،وكان معنا في رحلتنا محمود فرغلي، وعبد الواحد الرزيقي، وأحمد حسن عبد الفضيل ، وعبدالله الشوربجي، وأحمد محمد حسن، وعلاء جانب، ومحمود عبد الرازق، وياسر أنور، وعبيدعباس، ورشا السيد .. وآخرون وأخريات من مختلف الدول العربية. وكان الموعد صباحا أمام اللجنة. في الصباح ركبنا جميعا أتوبيسا واحدا واتجهنا إلى ما يسمى بمسرح شاطئ الراحة ... لتستقبلنا الكاميرات التي أبى أصحابها نزولنا من الأتوبيس إلا أمامها...!! ( اتضح فيما بعد أن الشركة المنتجة والمشرفة على المسابقة هي شركةبروموميديا لصاحبتها نشوى الرويني ) دخلنا على صالة استقبال المسرح ليستقبلنا عددمن الموظفين والموظفات ليطلبوا منا ملء استمارات بعينها تتكون من عدد من الأوراق منها ما هو يختص بالسيرة الذاتية، ومنها ما هو يختص بالهوايات والأحلام والأماني والرغبات في المستقبل .. وما إلى ذلك، ومن بينها ذلك " العقد " الذي حدثتك عنه ... ولم يكن أحد يملك جرأة ولا شجاعة أن يرفض التوقيع وهو قاب قوسين أو أدني من الدخول على اللجنة. وقيل لنا إن من حق الشاعر أن ينشد أمام اللجنة قصيدته التي أرسلها عبر الإميل، كما أن من حقه أن يغيرها وإن كانوا هُم يفضلون المرسَلة .وكنتُ ممن اختاروا أن يغيروا قصيدتهم من التفعيلية إلى مقطع تقليدي كله – وهو مقطع صوفي – كان هناك حرص من الشركة المنتجة أو المشرفة على إجراء حوارات تليفزيونية مع كل مشارك، كما كان هناك حرص على التقاط صورة فوتوغرافية لكل شاعر على حدة .. انتهى الجميع من ملء الأوراق وبدأ النداء على مجموعات تتكون كل مجموعة من عشرة شعراء تقريبا ليصطحبهم أحدهم إلى الأستوديو المعد للقاء اللجنة. كنتُ في المجموعة الثانية فذهبتُ فإذا بنا في قاعة بها شاشة تلفاز كبيرة وبضع مقاعد وثيرة تجلس عليها جميعا لينادَى على واحد واحد ليدخل إلى اللجنة، بينما الباقون يشاهدون اللقاء على الشاشة مباشرة بين الشاعر واللجنة. كانت اللقاءات التي سبقتني مفاجأة بالنسبة لي وأنا أشاهد أعاجيبَ اللجنةِ في تعليقاتها على مَن سبقني من الشعراء ... فما مِن شاعر أكمل قصيدته .. إن هي إلا أبيات أو سطور ثلاثة أو أربعة أو خمسة على الأكثر ليطلب منه أحد أعضاء اللجنة أن يتوقف ... وكانت اللجنة ثلاثية أمامنا على الشاشات مكونة من الأساتذة النقاد : صلاح فضل، وعلي التميمي، وعبد المالك مرتاض ... وكانت تستمع إلى ما تيسر ليقول كل منهم أنا أجيز هذه القصيدة .. أو أنا لا أجيز هذه القصيدة ... وعلمنا أن مَن تجيزه اللجنة بالإجماع الثلاثي مؤهلٌ للمرحلة الثانية بالإجماع ... ومَن يجيزه اثنان فهو مؤهل أيضا .. بالغالبية .. أما ما هو دون ذلك فقد خرج ... وكانت تعليقات اللجنة الموقرة أمامنا بعيدةً كل البعد عن النقد بمفهومه الذي نعرفه، وبدا واضحا جدا أن اللجنة لا علاقة لها بالنقد ولا بالتحكيم ... مِن بين أعضاء اللجنة مَن كان يسخر ويتهكم، ومنهم مَن كان يسب ويشتم ..!! حدث ذلك أمامنا مع شاعر فلسطيني لم تُجِز اللجنة قصيدتَه وكان تاركا شَعره الطويل مرسَلا خلف ظهره ... وبينا كانوا يناقشونه وقف وتركهم فما كان مِن اللجنة إلا أن قال له أحدهم: وهل هذا منظر شاعر؟ أنت صعلوك حقير ...!!
جاء دوري فدخلتُ ...وصحبني موظف مسئول للمسرح الذي تم إعداده كأستوديو تماما من حيث الأضواء الزرقاءوالحمراء والخضراء، ونظرتُ فإذا اللجنة عن يميني وثمة مقعد أمامها على يساري معد للشاعر على بُعد بضعة أمتار ... ألقيتُ السلام فأجابوا واتجهت إلى المقعد وجلستُ:
- اسمك وبلدك وعنوان القصيدة؟
- اسمي" فلان الفلاني" مِن مصرالعربية .. والقصيدة عنوانها ...
- تفضلْ
وبدأتُ أنشد القصيدةَ منتظرا عقِب كل بيت أن يطلبوا مني أن أتوقف، لكن الغريب والمدهش أنهم لم يفعلوا حتى أتيتُ على المقطع الأول كله من قصيدتي وهو المفتتح الذي بلغ اثني عشر بيتا من الشعر ...! فبادرني مرتاض وأنا أبدأ في المقطع الثاني قائلا: يكفي هذا ... قل لي هل لك دواوين شعرية سابقة؟ كان السؤال غريبا لأن سيرتي الذاتيةعندهم ..! قلت له: نعم لي ثلاثةُ دواوينَ وكتابٌ في الأدب الشعبي. قال: لا شأن لنا بالأدب الشعبي، هل طبعتَ دواوينك على نفقتك أم على نفقة مؤسسة؟ قلتُ على نفقة الهيئة المصرية العامة للكتاب. قال أنت شاعر جيد وتجربتك ولغتك لا بأس بهما، وأنا أجيزك وأجيز قصيدتك.
ثم بدأ علي التميمي ينظر في القصيدة بين يديه – وكنتُ قد لاحظتُ أن الموظف الذي أدخلني كان يحمل أوراقي عند دخولي ليقدمها للجنة مما يعني أن اللجنة لم تقرأ شيئا من قبل إلا لحظةَ دخولنا عليها – ليقول لي:
- يافلان ... لقد بدأتَ قصيدتك بداية شعرية جيدة، ثم وقعتَ في المباشرة والتقريرية بعد ذلك ... أنت تقول:
لستُ المريدَ إذا غادرتُ منزلتي ..
لستُ المريدَ إذا غادرتُ منزلتي ..
ولا الوليُّ إذا استقبلتُ زواري ( قرأها هكذا" الوليُّ " بالرفع ) فماذا تكون إذاً؟ قلتُ له هناك مقامات ومكانات أُخَر .. وباقي القصيدة يكشف عن ذلك. قال: آآه .. لعلك معتزلي .. فأنت تقول:
فقلتُ لا تسألي عن سرِ منزلتي
فقلتُ لا تسألي عن سرِ منزلتي
ولا اعتزاليَ وحدي خلف أسواري
هل أنت معتزلي؟ فقلتُ له وأنا أخفي دهشتي البالغة من فطنته وذكائه في الربط بينا لاعتزال كمذهب كلامي وبين مفردة " اعتزالي " الواردة في النص: لستُ معتزليا بالمعنى الدقيق، لكنني أحب الفكر الاعتزالي. فقال: حسنا .. أنا رغم ذلك أجيزك وأجيز قصيدتك.
هنا اعتدل الدكتور صلاح فضل، وكان قد انتهى من قراءة المقطع وقام بتقليب باقي أوراقا لقصيدة بين يديه ليقول لي: يا فلان يا ابني أنت شاعر جيد، لكنني أنصحك باختيار قصائدك بعناية في المسابقات، فقصيدتك ممتلئة بالدلالات والإحالات .. واللجنة لا وقت لها لهذا ... وإذا كان صاحباي قد أجازاك فأنا أيضا أجيزك وأجيز قصيدتك.
فقلتُ شكرا لكم ... وخرجتُ.
وبدأت قبلات الأصدقاء وتهنئتهم ... وأعطاني مسئول ما ورقةً منقوش عليها اسم ورسم بادج "أمير الشعراء" قائلا مبروك .. فسألته ما هذه؟ فقال أنت مؤهل للتصفيات يوما لخميس ... احتفظْ بها – وكان لقاؤنا هذا ظهر الثلاثاء - ... واستمر الأمر مع باقي الأصدقاء الشعراء على هذه الوتيرة حتى انتهينا، لكننا لاحظنا أن الصوت في شاشةالعرض التي كنا نشاهد عليها اللجنة ونقاشاتِها قد فُصِل تماما، وظل العرض صامتا أو ميتا أمامنا بلا صوت ... ولم يكن الأمر بحاجة لنعرف أن السبب في ذلك هو سب وقذف اللجنة للشاعر الفلسطيني إذ رأوا أن الصواب هو قتل الصوت تماما ...!! عدنا إلى الفندق، ولم يكن لنا حديث إلا عجائب وغرائب الإجازات التي كانت تمنحها اللجنة بهوى فادح وفاضح ... وكانت ثمة مفاجآت في خروج شعراء كبار أفضل مني على سبيل المثال منهم تونسيون ومغاربة ومصريون كالشاعر عبيد عباس الذي رأت اللجنة أنه لا يتقن النحو ..!! بينما الحقيقة أن الخطأ كان عندها.
المهم فجأة بدا ينتشر بين الشعراء أنه ليس ثمة تصفيات للمجازين يوم الخميس ،، وأن اللجنة ستختار 50 شاعرا فقط ممن أجيزوا ( وكان عددهم أكثر من 150 ) ليدخلوا تصفيات يوم الخميس وهي تصفيات خاصة بالقدرة على الارتجال ... ولم يكن أحد يدري على أي أساس سيتم هذا الاختيار؟ بل ظننا أن مثل هذا الكلام عارٍ تماما من الصحة ... لكن الأمر كان كما قالوا ... دون أن نعرف حتى كيف علم مَن علم بهذا وأذاعه ..!! وجاء مساء الأربعاء وجاء مسئول عن الهيئة أو اللجنة بورقة فيها أسماء 50 شاعرا ... لم أجداسمي بينهم .. رغم إجازتي بالإجماع، وكان هناك مَن هو مجاز بالأغلبية – وليس بالإجماع - وكان اسمه موجودا في قائمة الخمسين ..!! لاحظنا ونحن نقرأ الأسماء أن هناك مَن اُتُّهِم مِن قِبَل اللجنة بأن شعره مكسور ..!! لاحظنا الحرصَ على التمثيل الجغرافي في الاختيار لتمثيل كل الدول العربية تقريبا ..! كان هناك ستة أوسبعة مصريون في القائمة ...منهم: حمزة قناوي، وسعد عبد الراضي، ورشا السيد، وعبدالله الشوربجي، وعلاء جانب، وياسر أنور ... في صباح الخميس ذهب المختارون وعادوا لنعلم منهم أن اللجنة كانت تختبر عددا منهم بأن تطلب منهم أن يكتبوا جميعا ثلاثة أبيات في ثلاث دقائق في موضوع بعينه كـ المطر، الكبرياء، الأب، الناقة .. الخ. وانتهى الأمر بأن سافرنا جميعا مساء الجمعة دون أن تعلن اللجنة بالطبع أسماء المختارين للبث المباشر في التصفيات القادمة وهم الذين لن يخرجوا بالطبع عن الخمسين شاعرا مرجئةً ذلك لأيامٍ قادمة ستتصل خلالها بمن يقع عليه الاختيار.
(حدث في المسابقة):
- بعدانتهاء التصفيات الأولى تماما وصلت شاعرة عربية عقدت لها اللجنة اختبارا خاصا وتم إجازتها فيه واختيارها ضمن الخمسين ..!!
- لم يدلِ مسئول واحد بأي تصريح رسمي حول الشعراء الذين قيل لهم أنتم معنا في المسابقة ولم يرسلوا إليهم .. هناك عشرات من الشعراء تم استبعادهم من السفر رغم الاتصال بهم، بعضهم وصلتهم التأشيرة ولم تصلهم التذكرة، وبعضهم وصلتهم التذكرة ولم تصلهم التأشيرة ..!
- بحسبة بسيطة استطاع البعض أن يصل إلى رقم تقريبي لِما تم صرفه من مبالغ على الرحلة – إقامة وإعاشة وطيران - حتى تصفياتها الأولى ليصل إلى 2 مليون دولار..!!
- بدا واضحا تماما خلال المسابقة ومن كثير من التعليقات والأخبار أن هناك عددا من الشعراء المشاركين على صلة بلجنة التحكيم، يعرفونهم جيدا، وبدا أن ثمة مكالمات هاتفية كانت تتم أثناء إقامتنا هناك بينهم وبين اللجنة. وهذا لا يطعن ولا يقدح في أن هناك عددا من بين الخمسين شاعرا المختارين يستحق بالفعل أن يستمر في المسابقة.
- مِن السهل جدا على أي شاعر أن يشارك في هذه المسابقة، إنْ هي إلا قصيدة فصحى سهلة ومباشرة بعيدا عن الفذلكة – ولا أريد أن أقول بعيدا عن الشعر – ليستمتع فقط بالرحلة.
- أجمل ما في الرحلة / المسابقة .. اللقاء بشعراءَ وأصدقاء.







