نشر يوم الأربعاء، 5 مارس 2014
نشر بواسطة هشام الصباحي
باسم فرات | يوميات الإكوادور
بعد انتهائي أمس من تدوين يومياتي، خرجت من مقهى الشابكة (الانترنيت) مرغمًا لأن دوامهم شارف على الانتهاء ويجب غلق المحل، قمتُ بجولةٍ بحثًا عن فنجانِ قهوةٍ اختم به يومي، وقضيت وقتًا جيدًا مع صاحبة المطعم ثم جاء زوجها الذي انجليزيته كانت جيدة فسهلت الكثير من الأمور. بعدها قررت المشي لبعض الوقت قبل الذهاب للفندق والنوم، وحسنًا ما فعلت، فحين وصلت الفندق ما أن بدأت بتغيير ملابسي استعدادًا للنوم، حتى تكالبت الأصوات على الهدوء، وامتشق الضجيج لعنته وعانيت ما عانيت لا نوم فالكل يصرخ، حتى شعرت بالندم أنني رفضت الغرفة التي وجدتها مظلمة بعض الشيء في أول فندق دخلته بعد وصولي بويو، بقي الناس بين صراخ وضجيج، ودخل التلفاز على الخط، فلم أعرف النوم، ولكن ما زاد الأمر سوءًا، هو حين كنت في حديقة النباتات، أرتني مرشدتنا وهي زوجة صاحب الحديقة – الغابة، نباتًا قالت هذا له مفعول الثوم، وهو خير ما يستخدم مع السمك أثناء الطبخ، كانت ورقة كبيرة استأذنتها بالاحتفاظ بها، ووضعتها في حقيبتي، لم انتبه أن الحقيبة كانت بجانب سريري، ورائحة الورقة نفاثة أكثر من الثوم، حتى بدأ الدمع الحارق يتسلل إلى عينيّ، غيرت مكان الحقيبة، وذهب الأطفال والكبار إلى أسرتهم يغطون في نوم عميق، إلاّ التلفاز كان صوته يشبه بيانات الحرب العراقية الإيرانية، فكانت ليلتي بلا نوم، سوى سويعة يتيمة في بداية الصباح.
اتممت اجراءات الصباح (حمام وحلاقة وفطور وإلخ) وذهبت إلى حديقة الطيور، وهي مشروع خاص تحوي طيورًا من أماكن مختلفة من العالم، لا أنكر متعتي أثناء التجوال مع طيور أراها لأول مرة وأخرى رأيت أنواعًا متعددة منها، ولكني تمنيت أمنيتين الأولى أن تكون الحديقة مخصصة للطيور في الأكوادور لأنه أكثر بلد في العالم يحوي طيورًا (اكثر من ألف ومائة نوع)، والثانية أن يكون لنا في كل مدينة عراقية حديقة نباتات وحديقة حيوانات وحديقة طيور، كنت أرى الأطفال والمراهقين وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة جنبًا إلى جنب وأتحسر عليك يا وطني، فهذه بلدة تعداد نفوسها 36 ألف نسمة، وتقع في الأمازون وفيها ما رأيت إضافة إلى حدائق عديدة ورب قائل يقول إن كثرة المطر تساعد، أقول صحيح ولكن المطر لا يقوم بتزيين الأمكنة وتصميم حدائق عامة وجزرات وسطية وحدائق جانبية تبهج الناظر.
مما لفت نظري أن صخورًا قاموا بتلوينها مع بعض العمل عليها لتتحول إلى طيور أو حيوانات، تزيد من جمالية المكان. كان التصوير ليس بالمستوى المطلوب لأنهم وضعوا أقفاصًا وحواجز فلا يمكن رؤية الطيور إلاّ من خلال الشبك، رغم ذلك حاولت قدر المستطاع ولو خرجت ببعض الصور الجيدة فهذا مدعاة لغبطتي. بعد ذلك اكتريت سيارة أجرة إلى مركز يانا كوتشا لإنقاذ وتأهيل الحيوانات، وهو مركز تساعده وزارة البيئة والشرطة في إيجاد الحيوانات المريضة والمرمية أو النادرة والمسروقة، وفيه شاهدت عدة أنواع من الببغات، أولها كان ببغاء مريضًا جلبوه للمركز وبعد أن شفي طاب له المكان وأصبح أليفًا للغاية بحيث اقتربَ مني لمسافة أقل من نصف متر، وكان بالإمكان لمسه ولكن لمس الحيوانات ممنوع.
الصورة المرفقة بعدستي اليوم الثلاثاء الرابع من آذار التقطتها








