نشر يوم الثلاثاء، 25 فبراير 2014
نشر بواسطة غير معرف
محمد عيد إبراهيم يقدم نبوءات ويوميات ليوناردو دافنشي للقارئ العربى
قام المترجم الشاعر محمد عيد إبراهيم بترجمة
كتاب جديد، يعدّ إضافة إلى المكتبة العربية، وهو تلك اليوميات التي كان يكتبها
الفنان العالميّ ليوناردو دافنشي وهو يرسم، وهي كتابات متشظّية، موجزة غالباً
ومحيّرة. ويعدّ هذا الكتاب ممثلاً جلياً لعمل العالِم والفنان والمهندس الكبير:
المعروف دائماً بتأسيس مشروعات أكثر من المتمّم لها. وعلى القارئ أن يستعدّ لهذه
المعضلة. ويظهر من هذه الكتابات أن أفكاره تمهيدية، أخلاقية في العادة. وهو مثال
استثنائيّ لحكمة أفلاطون القائلة "لا تصلُح حياة الإنسان من دون تجربة".
إننا كائنات نحتاج فطرياً لفهم الأشياء، فكلما راي دافنشي معضلة كان يعرف كيف
يتصرّف معها. يقول، مثلاً:
يُعاملون بالبذخ
والتشريف، من دون اكتسابهم معرفة".
(عن الجنائز،
خدماتها ومواكبها وأنوارها وأجراسها ورِفقتها)
وتمتاز نبوءاته أحياناً بحكمتها:
"يتبع
الناس ما يخشونه أكثر"
(حيث يعيشون
في فاقة لتجنّب الفاقة)
أو:
"من
يروم الغِنى في يوم، سيُشنق بعد عام".
ومنها جواهر يغلب عليها الأدب ونقد
الآخر، مثل:
"ما
الذي كلّما أخذتَ منه أكثر، يصبح أكبر؟ الخندق".
وفي قسم "رسوم طبيعية"،
يُفتتَن دافنشي بالغرائبيّ في بساطة أحياناً. يضمّن، عموماً، كثيراً من الكائنات
بصور مجازية. مثلا يقول:
"شهامة:
يفترس الصقر الطيور
الكبيرة فقط، ويموت فوراً إن تغذّى على صغار الطير أو لحمٍ نتن".
كان اهتمامه ينصبّ على التقاليد أكثر من
الحقيقة الملحوظة، على التعبير مجازياً أكثر من التحليل، وهو يكشف ذلك في القسم
المعنون بالكتاب "شذرات عن مسيرة روح"، حيث يقول إن "أفكاره ببساطة
من ناتج التجربة ـ المعلّم الحقيقيّ"، ويهزأ من الإصرار القروسطيّ على صون
أفكار المرء بالإشارة والإيعاز إلى السلطان:
"مَن
يستخدم ما وهبَت له من سُلطة في نزاعاته لا يستعمل عقله بل ذاكرته".
وللمترجم
محمد عيد إبراهيم أكثر من 60 كتاباً مترجماً، في الشعر والقصة والرواية والمسرح
والفن التشكيليّ والنقد الأدبي وكتب الأطفال، طبعاً إضافةً إلى دواوينه العشرة،
وهو من الشعراء الرواد في قصيدة النثر في مصر، وكان ضمن جماعة (أصوات) في شبابه،
ويعدّ من بين أهم شعراء السبعينيات.
كتاب "نبوءات/ يوميات ليوناردو دافنشي"
للمترجم المصريّ: محمد عيد إبراهيم
الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2014









