Headlines
نشر يوم الثلاثاء، 28 يناير 2014
نشر بواسطة غير معرف

من رسالة إلى صديق | محمد سيدى


من رسالة إلى صديق : 


ليست الشرفات ( البلكونات ) وحسب .. بل حتى النوافذ أراها مغلقة على الدوام ويندر أن تفتح رغم حرارة الطقس وقسوته في معظم أوقات السنة .. البعض يحاول أن يبرر هذا بالخوف من دخول الغبار إلى المنزل أو تسلل الحشرات والهوام ، أو الخوف على الأطفال من السقوط من الطوابق العلوية .. ورغم وجاهة هذه الأسباب ومنطقيتها إلا أنني أعتقد أن العامل الاجتماعي هو العامل الأبرز في هذا الصدد ، أعني الخوف من التلصص وانكشاف العورات وما شابه ذلك !! .. وبدقة وتحديد ، الخوف على المرأة من نهش العيون الذئبية للرجال العابرين في الطرقات .. ألاحظ هذا في معظم حارات مكة وأحيائها ، وأرى أنه متغير اجتماعي سلبي ورجعي فرضته ظروف ومعطيات الثقافة الاجتماعية المتزمتة التي فرضت نفسها على الواقع الاجتماعي في العقود الثلاثة الأخيرة ، وإلا فلو عدنا إلى نمط التصميم القديم للنوافذ في البيوت الحجازية القديمة مثلا ، لوجدنا الرواشين ـ المليئة بالفتحات الصغيرة ـ التي تسمح بدخول الهواء وتجدده وتسمح للنساء بالنظر إلى الشارع ، مع المحافظة على طابع الخصوصية والستر والسلامة من تطفل واقتحام نظرات الآخرين .. غير أن الوضع في بعض البلاد العربية الأخرى مخالف تماما للوضع الحالي عندنا ، حيث تلعب ( البلكونة ) ـ في المجتمع المصري مثلا ـ دورا اجتماعيا كبيرا في حياة الناس : منها تطل الجارة على جارتها وتتبادلان الحديث ، أو يلعب الأطفال ويتعرضون لأشعة الشمس ، أو يجلس الزوجان لاحتساء القهوة في ساعات المساء ، أو يطل الشاب على نافذة عشيقته في الشقة المقابلة ، أو يحصل على احتياجاته من البقالة بواسطة سلة تتدلى في حبل أو .. أو .. هذا إضافة إلى ما لها من قيمة جمالية في البناء والمعمار .. وإذن فالأمر عندنا نتيجة لمتغير اجتماعي ليس إلا ...

About the Author

Posted by غير معرف on 4:40 م. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By غير معرف on 4:40 م. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

0 التعليقات for "من رسالة إلى صديق | محمد سيدى"

Leave a reply

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المنجز اليومى

المشاركات الشائعة